يتفق اليمنيون على أن تفجير وقصف المساجد ومراكز تحفيظ القرآن سلوك إجرامي لم يعرفوه إلا في عهد سلطة مليشيا الحوثي الإرهابية، ذراع إيران في اليمن، التي ارتكبت شتى أنواع الجرائم بحق الإسلام ومختلف الأديان.
وبلغ عدد المساجد التي دمرتها المليشيات الحوثية وانتهكت حرمتها قرابة 750 مسجداً في مختلف المحافظات اليمنية، وتنوعت تلك الانتهاكات بين التفجير والقصف والنهب والعبث والاحتلال لتحويلها إلى مقرات أو ثكنات عسكرية أو فرض خطباء.
ويؤكد الناشط فارس الصليحي، أن ما تقوم به الميليشيات الحوثية إلى جانب أنه جريمة يعاقب عليها القانون المحلي، فإنه ايضاً يخالف المادة 53 لاتفاقية جنيف الصادرة عام 1949م التي تنص على حظر ارتكاب أي من الأعمال العدائية الموجهة ضد الآثار التاريخية أو الأعمال الفنية أو أماكن العبادة التي تشكل التراث الثقافي أو الروحي للشعوب ويدخل في ذلك دور العبادة المساجد.
ويجمع اليمنيون أن الميليشيات باستهدافها للمساجد وانتهاكاتها المستمرة إنما تقصد استهداف الإسلام الوسطي المعتدل لصالح توجهها الطائفي العنصري المتطرف.
يقول مدير المركز الإعلامي لألوية العمالقة، أصيل السقلدي “الميليشيات الحوثية تتشدق بالخطاب الديني الطائفي وتتخذه غطاء لحربها الفعلية التي تشنها ضد الإسلام وتدميرها للمساجد ودور العبادة بشتى الطرق الإجرامية الإرهابية”.
في حين يرى الشيخ القبلي، فهد بن الذيب الخليفي، أن ثقافة تدمير المساجد ثقافة حوثية شيعية لتغيير المذهب في المناطق السنية في اليمن ولارسال رسالة لخصومهم بأنه لا مذهب إلا مذهبهم، ولا معتقد إلا معتقدهم، مستدلاً بذلك بحديث القيادي الحوثي يوسف الفيشي الذي قال “انه فقط هناك شعب وقائد ولا اعتراف بالأحزاب والمذاهب الأخرى”.
الباحث السياسي والاجتماعي د. حسن محمد القطوي، أشار إلى أن اليمنيين يعرفون أن ما تقوم به مليشيا الحوثي من تدمير للمساجد والمدارس في المناطق التي يحتلونها يهدف لطمس كل شيء له صلة بالإسلام الوسطي السمح الخالي من الخرافة ومحو كل شيء له علاقة بذلك.
أما مدير قناة عدن الفضائية التابعة للشرعية، فارس عبد العزيز صلاح، فاعتبر استهداف الميليشيات للمساجد انعكاسا للكثير من أحقادها الدفينة وعدائها المستحكم ضد المساجد والشعائر الإسلامية التي تحظى بالقداسة والتعظيم من قبل اليمنيين كمجتمع مسلم محافظ.