في الوقت الذي يعاني فيه السكان من أزمات حادة على صعيد الفقر وتفشي الأزمات المعيشية والحياتية، فإنّ المليشيات الحوثية تمارس حالة من البزخ والإنفاق لتحقيق أهدافها المشبوهة.
وأهدرت المليشيات الحوثية الإرهابية، مبالغ ضخمة لصالح تنظيم فعالياتها ذات الصبغة الطائفية، وذلك بهدف الاستقطاب والتعبئة ضمن عملية التحشيد والتجنيد التي تتوسع المليشيات في تنفيذها.
وفي الأيام العشرة الأخيرة، أنفقت المليشيات الحوثية ما يعادل مليون دولار للاحتفال بثلاث مناسبات ذات صبغة طائفية، حيث أقامت نحو 370 فعالية في صنعاء وغيرها من المناطق.
وشملت الفعاليات الحوثية، تنظيم سلسلة ندوات وأمسيات مكثفة في المساجد وقاعات المناسبات، كما شهدت غالبية المدن والقرى الواقعة تحت سيطرة المليشيات، تنظيم عشرات الفعاليات بمناسبة ما يسمى يوم القدس العالمي وذكرى مقتل الخليفة علي بن أبي طالب.
سبق ذلك عقْدت قيادات حوثية، سلسلة لقاءات واجتماعات منفصلة مع مسؤولين موالين لهم في صنعاء وبقية المحافظات، دعوا خلالها مشرفيهم والقائمين على إدارة الوزارات والهيئات والمؤسسات الحكومية المختطفة في صنعاء وبقية المناطق إلى تنظيم الفعاليات المتنوعة مقابل ملايين الريالات، مع إجبار السكان على تقديم الدعم والمشاركة القسرية فيها.
ونظَّمت المليشيات الحوثية، أكثر من 370 فعالية ولقاء وأمسية سياسية ودورات تعبوية في عموم المدن تحت سيطرتها، وبددت من أجلها أكثر من 630 مليون ريال (نحو مليون دولار).
إنفاق المليشيات الحوثية هذه الأموال الضخمة على مشروعاتها الطائفية الخبيثة يأتي في وقتٍ يعاني من السكان من براثن أزمات معيشية حادة وشديدة البشاعة، حسبما توثّقه العديد من التقارير الأممية.
وفي أكثر من مناسبة، حملت العديد من المنظمات الحقوقية والإنسانية، المليشيات الحوثية، مسؤولية تردي الأوضاع المعيشية جراء وقف رواتب الموظفين، فضلا عن احتكار العديد من التجارات، وبيع النفط والوقود في السوق السوداء، والتلاعب بأسعار السلع الغذائية والفساد، وعرقلة أعمال المنظمات الإغاثية .
وسبق أن أعلنت الأمم المتحدة أن القيود التي تفرضها مليشيا الحوثي على العاملين في المجال الإنساني وتحركاتهم تسببت في إعاقة وصول أغلب المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين إليها.