طالب سياسيون ونشطاء محليون بإطلاق مشرف للعميد فيصل رجب المحتجز في سجون ميليشيا الحوثي الإرهابية، ذراع إيران في اليمن، منذ ثماني سنوات، رافضين في الوقت نفسه محاولات استغلال هذا الملف لتجميل صورة الميليشيات الإرهابية والإساءة لجهود التحالف العربي والشرعية والمجتمع الدولي.
ووقع العميد فيصل رجب بقبضة الميليشيات الحوثية في اليوم التالي لانطلاق عملية عاصفة الحزم في 26 مارس 2015م، في المنطقة الحدودية بين لحج وتعز، خلال مشاركته إلى جانب اللواء محمود الصبيحي واللواء ناصر منصور هادي في التصدي لزحف الميليشيات المتمردة باتجاه العاصمة عدن.
الأحد الماضي، قالت مصادر متعددة، إن وفدا قبليا من محافظة أبين برئاسة سالم الجنيدي، توجه إلى صنعاء عبر البيضاء وذلك للمطالبة بإطلاق سراح فيصل رجب.
رجب يستحق الحرية
ويتفق الجميع على أن القائد فيصل رجب يستحق الحرية، ولكن بالطريقة التي تحفظ مكانته كقائد عسكري كبير، كما يقول المحلل العسكري، العميد خالد النسي، في تدوينة على حسابه بتويتر، والكاتب السياسي، وكيل وزارة الإعلام المساعد أسامة الشرمي، الذي يرى أن كسر قيود رجب يجب أن يكون بفدية أو تبادل أسرى وليس بالرجاء، مؤكداً رفضه للوساطات الاجتماعية لإطلاق سراح الأسرى.
ويتفق الصحفي صالح البيضاني مع رفض الشرمي، لافتاً إلى أنه لا يوجد مبرر حقيقي ومقنع لذهاب وفد قبلي مزعوم من محافظة أبين إلى صنعاء لاستجداء عبدالملك الحوثي لإطلاق سراح القائد العسكري فيصل رجب المدرج أصلا على قوائم التبادل بين الشرعية والحوثيين خلال المرحلة القادمة.
تطبيع مبكر مع الحوثيين
وقال البيضاني في تدوينة على حسابه في تويتر، “العملية برمتها بداية لمشروع تطبيع مبكر مع الحوثيين ترعاه جهات إقليمية معادية للشرعية والتحالف، كما أنه جزء من حملة دعاية لتجميل صورة الحوثيين جنوبا”.
وهو نفس ما يراه الكاتب السياسي، عبدالسلام القيسي في تعليقه على زيارة وفد أبين إلى صنعاء، حيث قال: “هذه الزيارة تطبيع مع الكهنة وبادرة خطيرة تمهد لوفود كثيرة وخائنة”، مجدداً التأكيد أنه لم يكن هناك داع لهذه الزيارة وأن فيصل رجب إذا كان يعلم فلن يقبل لها.
تحرك مشبوه بتنسيق حوثي
البيضاني قال أيضاً إنه يرى أن هذا التحرك مشبوه وغير تلقائي كما يصوره البعض وله ما بعده، وأن هذا الوفد هو بمثابة “حصان طروادة” حوثي لتفكيك وإرباك المشهد الجنوبي من الداخل وبداية مشروع متكامل لنقل عناصر التوتر خلال المرحلة القادمة إلى الجنوب المحرر.
وهو ما عززه الناشط السياسي محمد الحنشي الذي أوضح أن رئيس هذا الوفد هو قريب صالح الجنيدي محافظ أبين المعين من قبل الميليشيات وأن الزيارة تم التنسيق لها عن طريقه وهي فكرته.
وأكد السياسي عبد الناصر بن حماد العوذلي ما قاله الحنشي، وقال: “ما سمي بوفد قبلي من محافظة أبين في صنعاء لإطلاق سراح اللواء فيصل رجب هي عملية يقوم بها الحوثيون عن طريق السلالي سالم الجنيدي -رئيس الوفد”.
ويرى العوذلي أن الهدف هو تسويق للحوثيين في محافظة أبين، لافتاً إلى أن الشرعية أعلنت أن فيصل رجب سيتم إطلاق سراحه في الدفعة الثانية والحوثي أراد استباق الحدث ليوحي للناس أن الشرعية تركته.
استغراب وتساؤلات
وفي السياق، استغرب العميد خالد النسي أن هناك اليوم من يريد تجميل صورة هذه الجماعة الإرهابية السلالية الخبيثة للعودة إلى الجنوب لحكمه وفق قاعدة الحق الإلهي في الحكم على مبدأ سيد وعبد، مشدداً أنه “لم ولن يكون لهذه الجماعة مكان على أرض الجنوب فالجنوبيون لن يقبلوا على أنفسهم أن يكونوا عبيدا واتباعا لجماعة رجعية متخلفة”.
أما الإعلامي عادل المدوري فتساءل بخبث: “طوال الثمان السنوات التي قضاها فيصل رجب في السجن أين كان وفد أبين القبلي منبطحا ونايما على بطنه؟؟؟؟ وليش ما راح يطالب بإطلاق سراحة إلا بعد توقيع اتفاق الكل مقابل الكل وقده خارج خارج بالرضا ولا بالصميل؟؟؟”.
وذات السؤال طرحه الناشط أبو علي الحدي، مؤكداً أن إطلاق سراح فيصل رجب ما هي إلا مسألة وقت وفق صفقات يشرف عليها المجتمع الدولي ودول التحالف.
فيما يؤكد القيسي أن رجب تحمل كل هذه السنوات في سجون الكهنة لرفضه إياهم، متسائلاً: فكيف لهم إحراق نضاله آخر أيامه؟