تصاعدت حدة النقاشات السنوية بشأن الوحدة اليمنية ومستقبلها هذا العام، على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة بعد لغة التحدي والاستعلاء التي ظهر بها العديد من النشطاء والسياسيين المحسوبين على حزب الإصلاح الفرع المحلي لتنظيم الإخوان في اليمن.
نشطاء الإخوان في نقاشاتهم ذهبوا بعيداً عن المعركة الوطنية لتخليص اليمن من هيمنة إيران نحو تهديدات عقيمة لا تخدم سوى ميليشيا الحوثي، التي استغلتها لاستمالة القبائل وحشد المقاتلين تحت مزاعم “الحفاظ على الوحدة” في حين الهدف الرئيس هي السيطرة على الجنوب وإخضاعه لمشروعها الطائفي.
وبرغم إقرار العديد من نشطاء وساسة الشمال بأن واقع الانفصال فرضته الميليشيات الحوثية قبل القوى الجنوبية التي اجتمعت مؤخراً في العاصمة عدن بدعوة من المجلس الانتقالي الجنوبي ووقعت ميثاق شرف بشأن توحيد جهودها ونضالها المستمر منذ 2007م، واعترفوا بحق الجنوبيين في تقرير مصيرهم في ظل ضبابية المشهد العام للأزمة اليمنية.. غير أن المحسوبين على تيار الإخوان تناسوا إجراءات الحوثي الانفصالية ووجهوا سهامهم نحو القوى الجنوبية وإصطفافهم الوطني الذي يعتبر أول اصطفاف جمهوري يرفض أن يكون له أي ارتباطات بميليشيا إيران في صنعاء.
وتوافقت لغة التهديد الإخوانية مع تصريحات الميليشيات الحوثية التي سارعت هي الأخرى إلى التهديد وزعم أن الوحدة قرار وإرادة شعب وسيحافظ عليها الشعب اليمني ولن تخضع لأي مزايدات خارجية أو سياسية.
لغة التهديد والوعيد والاستعلاء التي أطلقت من تركيا وقطر وعمان بشأن الوحدة أغضبت الجنوبيين الذين كانوا وما زالوا يمدون يد العون لأبناء المحافظات الشمالية، وأكدوا أكثر من مرة دعمهم لأي تحرك عسكري يسعى لتخليص اليمن من ميليشيا إيران ومشروعها الطائفي الذي يستمر في التوغل والتوسع في مناطق سيطرتها.
ويؤكد الكاتب الصحفي نشوان العثماني، أن أي لغة تستعلي على قضية الجنوب لن تكون جديرة بالاحترام والنقاش، وقال “نحترم الأشخاص لإنسانهم أولًا، لكن اللغة غير اللائقة تظل مؤسفة، خاصة حين تأتي من أشخاص نحبهم ونعزهم”، في إشارة إلى تدوينات الناشطة الإخوانية المقيمة في تركيا توكل كرمان.
وأضاف “دعونا نحتفظ بلغة رصينة تقدم الحقائق كما هي، منتصرين بذلك للقضايا العادلة أينما كانت. فأن لا ترى هذه القضية عادلة، هذا شأنك.
لكنها تتجاوز منطقك لأبعد؛ يفرضها منطقها الحقيقي والعادل. قل ما شئت، لكن للحقيقة وجه واحد”، مؤكداً أن ما أوصل المسار إلى هذا المستوى في الواقع إلا مثل هذه اللغة المستعلية.