لن يقف الإرهاب الحوثي عند حد، فالأيادي التي أدمنت نشر الخراب ستستمر في ترويع اليمنيين وتجويعهم وتدمير سبل عيشهم ويصل الأمر إلى حد اختطافهم وإخفائهم قسريا. ففي آخر جرائمها، فضت مليشيات الحوثي وقفة احتجاجية سلمية للعاملين في مصنع أسمنت عمران ونفذت بحقهم حملة اعتقالات واسعة وذلك بعد تظاهر العاملين رفضا لنهب المليشيات لأراضي محاجر التربة الطينية. ويهدد النهب للأراضي بوقف المصنع عن العمل ما دفع العاملين للتظاهر رفضا للإرهاب الحوثي، وردت المليشيات بفض الاحتجاج بقوة السلاح واعتقال العشرات.
وبحسب مصادر إعلامية فإن مليشيات الحوثي اعتقلت أكثر من 25 عاملا من موظفي مصنع أسمنت عمران وذلك بعد فض وقفة احتجاجية سلمية نظمها العاملون بالمصنع، ولم يعرف مصيرهم جميعا حتى اللحظة.
وذكرت المصادر أن عددا من موظفي مصنع أسمنت عمران نظموا وقفة في ساحة المصنع احتجاجا على استيلاء جمعية وهمية تسمى (نبراس الخيرية) على أكثر من 7000 لبنة من أراضي ومحاجر المصنع وبدء عمليات الإنشاء فيها بذريعة إقامة مشاريع خيرية.
وكانت مليشيات الحوثي دفعت بالقيادي الحوثي “توفيق المشاط” شقيق رئيس المجلس السياسي الأعلى للحوثيين لتشيد ما يسمى بـ”جمعية نبراس الخيرية”، وهي شركة وهمية لنهب أراضي مصنع أسمنت عمران بالشراكة مع القيادي النافذ أحمد حامد والذي يعمل “مدير مكتب الرئاسة” في حكومة الانقلاب.
وبررت مليشيات الحوثي عملية الاستيلاء على أراضي مصنع أسمنت عمران بعقد انتفاع مجاني لـ10 سنوات قادمة بحجة إقامة مشاريع خيرية حسب توجيهات القيادي الحوثي المشاط.
وذكر عاملون في مصنع أسمنت عمران أن الأراضي والمحاجر المنهوبة اشتراها المصنع خلال فترة الثمانينيات والتسعينيات وسنوات ما قبل الحرب، بهدف الاستفادة منها في العملية الإنتاجية لصناعة وإنتاج الأسمنت، مشيرين إلى أن مصادرتها يهدد بوقف المصنع عن الإنتاج وتسريح آلاف العمال من وظائفهم. يشار إلى أن المصنع الواقع في الشمال الغربي لصنعاء وعلى ارتفاع 2200 م فوق سطح البحر يجني إيرادات يومية تصل لأكثر من 120 مليون ريال يمني ويشغل آلاف العمال الذين وجدوا أنفسهم تحت هجمة مروعة للمليشيات الحوثية.