بقلم/ صالح علي الدويل باراس
في شبوة حمى احلاف فهل هي نابعة من حاجة القبائل ام لا ؟ وماذا ستقدّم!!؟
لا اظن انها حاجة قبلية ، فالقبيلة لم تعد سيدة نفسها بل مكون مجتمعي اعتسفته السياسة فلو كان نابعا من حاجة قبلية فملف الثار اهم ملف يجب وضع معالجاته قبل اي اشهار ،ولن تستطيع لان هذا الملف تستغله اكثر من جهة، اما بقية الملفات السياسية او الحزبية فلا يستطيع اي حلف ان يغيّر شيئا فيها فتاثير الحزبية والمشاريع السياسية والتوظيفات الامنية ألغي واحدية صوت القبيلة وصارت مكون مجتمعي تتنازعه مشاريع مختلفة ولم تعد تحتكر لا قرارها مهما كان متخلفا بالمعايير العصرية ولا قوتها كسابق زمانها ولا ضامنة لافرادها ولا طاعة لكبارها -كما كان قديما – ترغم افرادها في ظل تنازع المشاريع السياسية
توجد في شبوة الان ثلاثة احلاف والرابع في الطريق ثم الخامس والسادس..الخ وقبلها تاسس في شبوة حلف يرأسه “عبدالعزيز* *الجفري” في ظروف عفاشية صعبةوما قدّم هذا الحلف كغيره من الاحلاف ذات الغطاء السياسي شيئا للمجتمع خلال عشر سنوات من حيث حل قضايا قبلية او غيرها ولن يقدّم غيره ، لكن يبدو ان المخرج/ المخرجين يريدون احلاف بمواصفاتهم!!!!
فشلت القبيلة في الجنوب ، كقبيلة وليست كافراد ، ان تكون حامل مشروع سياسي لافتقارها للحمة العصبوية الطائفية كقبائل الهضبة الشمالية ، ولانها لم تعد تحتكر القوة فتضاءل “نكفها القبلي” وسطوتها في القبيلة ذاتها ووضعها الحالي انها مكون مجتمعي كسائر المكونات وهي بهذه الحالة لن تكون خطرا بل الخطر باستغلالها في سياقات اذا وُظِّفت فيها لايقل عن خطر الاصوليات ويُراد لها ان تصبح “حمارا يحمل اسفار غيرها” وبنادق للايجار
فاين مصدقية حلف لايضمن واحدية قبيلته او قبائله كما كان قديما!!؟
الاحلاف القبلية قديمة بين القبائل العربية حتى ان النسب اليها غلب رابطة النسب وتمازجت انسابها… فلماذا نجحت الاحلاف في الماضي !!؟
نجحت لان “النكف القبلي” فيها كان يساوي الرؤية السياسية المعاصرة بالالتفاف حوله ، وكان الحلف القوة العسكرية ويضمن مصادره المالية بمعنى ادق هو سيّد نفسه “ليس اجيرا لاحد ” ونجحت لانها كيان ضامن للقبائل المتحالفة ونابع من بنية وضرورة الحاجة لها ويتكوّن بما يشبه دولة في عصرنا الراهن حين كانت القبيلة هي دولة القبيلي وقانونه ومصدر حمايته وكانت الاحلاف كيان ضامن
ما مدى تطابق الاحلاف المعاصرة مع تلك المعايير ؟
عندما تخلو الاحلاف من المعايير التاريخية وتخلقها ضروف استثنائية ليست من بنيتها ولا ضرورة لها تكون الاحلاف حينها مفروضة سياسيا او امنيا وبعضهم يبحث عن وجاهة لايجدها الا ببعث ماض لم يعد مؤثرا او تكملة لنشاط حزبي يتخفّى عبرها او لنشاط امني او تلبية لاستشارات اقليمية لخلق صنائع خاصة في المراحل الاستثنائية توظّفها لحاجتها لذلك فانها تولد ميتة مهما انعشها القائمون عليها
ظهر خلال العقود الماضية احلاف كحلف قبائل مذحج واتحاد قبائل بكيل وغيرها التي كانت امتداد لنشاط حزبي او امني واعتسفت تاريخ وقوانين الاحلاف القبلية للعرب التي كانت ضرورة ونمت من بنية القبائل وحاجتها فكان مآلها الاندثار وصارت في “سلة المهملات”
اي حلف قبلي لايستطيع ان يجمع القبائل الداخلة فيه على صوت واحد كما كان في الماضي فهو تفريخ لمشاريع سياسية وحزبية اخترقت القبائل ومتواجدة فيها لذلك فصفته اسمية للتوظيف ، وطالما لم تكن الاحلاف نابعة من حاجة القبائل ولا ضامنة لمصالحها وهو حال منتفي في هذا المرحلة من الصراع الوطني والاقليمي والحزبي وطالما وهي لن تقدم شيئا مجتمعيا فمن الضرورة تحديد سياقها وغطاءها واين مكان الحلف من اجندة الصراع لكي يكون واضحا للجميع ومالم يتم التحديد فانها بعلم او بغباء القائمين عليها امتداد حزبي او امني او طلب لوجاهة او صنيعة بتمويل من مخابرات لن تعمّر طويلا بل اشبه بالرصاصة التي لايُراد بها اصابة بل وظيفتها الازعاج فقط
*12 يوليو 2023م*