قبيل نحو 30 يوماً على تاريخ 12 ربيع الأول 1445 هجرية الذي يوافق سنوياً ذكرى المولد النبوي، بدأت مليشيا الحوثي -الذراع الإيرانية في اليمن- فرض إتاوات مالية وجبايات غير قانونية على القطاع التجاري وسكان مدينة صنعاء والمحافظات المجاورة لها بذريعة التجهيز والاحتفاء بالمناسبة.
وتطالب مليشيا الحوثي شركات ومصانع إنتاج المواد الغذائية الخفيفة وأغذية الأطفال ومصانع المياه المعدنية والأدوية، بدفع ملايين الريالات بذريعة المساهمة في التحضير والتجهيز للاحتفال بالمولد النبوي.
ووزعت عناصر منتفعة من الجماعة طروداً ورقية على المحال التجارية في الشوارع والأسواق العامة، وعلى السكان في الأحياء السكنية بمختلف مديريات صنعاء، تطالبهم فيها وضع مبالغ مالية داخل هذه الطرود بحجة المساهمة في المناسبة.
وتأتي حملات الإتاوات الحوثية الجديدة في ظل اتساع رقعة المجاعة، واستمرار نهب الجماعة لمرتبات موظفي الدولة، وارتفاع أسعار المواد الغذائية والمشتقات النفطية وأجور النقل، بالإضافة إلى ارتفاع تعرفة خدمات الكهرباء والمياه، وفرض مبالغ مالية باهظة على خدمتي التعليم والصحة اللتين كانتا شبه مجانيتين إلى ما قبل انقلاب الجماعة في سبتمبر/ أيلول 2014م.
وقال علي النهاري، مالك متجر مواد غذائية بصنعاء، إنه ينوي الهجرة من صنعاء تنديدا باستمرار فرض الجماعة الحوثية للجبايات المتكررة على مدار السنة، إضافة إلى زيادة الضرائب ورسوم التحسين والنظافة وغيرها من وسائل الابتزاز ومحاربة القطاع التجاري في صنعاء.
ويفترض النهاري أن العمل التجاري في إسرائيل (عند الكيان الصهويني ارحم بكثير من هؤلاء..) حسب تعبيره، معبراً عن تذمره من تكرار المناسبات الاحتفائية التي تقام على حساب المواطنين والعاملين في القطاع التجاري، وقال: “الجماعة تعتبر هذه المناسبات موسما للإثراء غير المشروع وممارسة المزيد من الإفقار للسكان وضرب القطاع الاقتصادي”.
“من يحب النبي يصرف المرتبات”
إلى ذلك يفترض فهمي الخولاني -باحث اقتصادي واجتماعي- أن تلغى الفعاليات الاحتفائية في بلد بات يعاني فيه أغلب السكان من المجاعة والفقر، وأن يتم توفير المبالغ المالية التي تنفق في هذه الفعاليات على المتسولين والباحثين عن بقايا الطعام في أبواب المطاعم وجوار صناديق القمامة، وقال “إطعام الجوعى أكبر احتفال..”، مضيفا: “الرسول محمد صلوات ربي عليه وعلى آله وصحبه بعث هادياً وليس جابياً”.
وفي تعليق له على الواقعة، يرى الأكاديمي اليمني بجامعة صنعاء إبراهيم الكبسي، أن السلطة التي “تحتفي بشخصية الرسول وهي لا تقتدي بأخلاقه وتصرفاته ومناقبه هي سلطة منافقة أو متاجرة بمكانة الرسول للحصول على فائدة مادية أو مكاسب سياسية من خلال المتاجرة بعواطف الشعب المحب للرسول”. وأضاف: “وما يكشف زيف هذا الاحتفاء هو الوضع المزري الذي يعيشه الشعب في ظل حكم هذه السلطة الفاسدة”.
وأشار إلى أن “من يحب النبي يصرف المرتبات، ومن يحب النبي يخفض الأسعار، ومن يحب النبي يوفر الخدمات، ومن يحب النبي يهتم بالتعليم…”.