باتت ميليشيا الحوثي- ذراع إيران في اليمن، تترصد عمليات جني المحاصيل لأجل إطلاق حملات الجباية وإجبار المزارعين على تسليم كميات كبيرة من حصادهم كمجهود حربي.
ومع كل موسم حصاد وتحت مسميات وشعارات عدة تتفنن القيادات الحوثية بأخذ محاصيل المزارعين البسطاء؛ وآخر عمليات النهب المنظمة تلك ما تعرض له أبناء مناطق زراعية في صنعاء وصعدة أثناء جنيهم فاكهتي “العنب والرمان”. تم إجبار المزارعين على تسليم جزء من محاصيلهم التي تعبوا من أجل حصادها وبعيها لصالح مشرفين تابعين للميليشيات في مناطقهم تحت غطاء تسيير قوافل دعم المقاتلين ومحبة الرسول في ذكرى المولد النبوي.
وتعد مديرية بني حشيش، في ضواحي صنعاء، من أشهر المناطق التي تكثر فيها زراعة “العنب”، وتمثل هذه الفاكهة مصدر دخل رئيساً للكثير من الأسر التي تعتمد على حصاد الموسم كمصدر دخل رئيس طول السنة.
وتفاجأ المزارعون في المديرية، خصوصا أبناء عزلة رجام، بمشرفين حوثيين يطالبونهم بتسليم كمية من محاصيلهم دعماً لمقاتليهم في الجبهات.
كما مارست الميليشيات عمليات نهب مماثلة بحق أبناء عزلتي مجز وفلة في مديرية مجز، والوادعة في مديرية الصفراء، التابعتين لمحافظة صعدة. حيث تم إجبار المزارعين على تسليم كمية كبيرة من فاكهة “الرمان” تحت غطاء دعم المرابطين في الجبهات وإحياء ذكرى المولد النبوي الذي تستغله الميليشيات لمصالحها الخاصة.
وبحسب المصادر فإن قيادات حوثية بينهم مدير مديرية مجز، محمد ضيف الله، ومدير مديرية الصفراء، عايض شنان، أشرفت على عملية استلام المحاصيل من المزارعين وإرسالها إلى مخازن تديرها قيادات حوثية تمهيداً لبيعها في السوق المحلية. وأشارت المصادر إلى أن القيادات الحوثية أكدت أن هناك قوافل دعم إضافية سيتم أخذها من المزارعين في مناطق أخرى بمحافظة صعدة خلال الأيام القادمة.
وتستغل الميليشيات الكثير من المناسبات في مقدمتها مناسبة المولد النبوي كعنوان للتغطية على عمليات السلب والنهب وفرض الجبايات على المواطنين البسطاء لتمويل احتفالاتهم الطائفية ودعم جبهات القتال.
وأكدت الحكومة اليمنية أن جماعة الحوثي تواصل فرض الجبايات غير القانونية وتسخيرها لخدمة أهدافها، متجاهلة الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي تسببت بها.
وأشارت الحكومة، على لسان وزير الإعلام معمر الارياني، إلى أن الحوثيين يمارسون سياسية الإفقار والتجويع الممنهج بحق المدنيين، لافتاً إلى انه وبسبب هذه السياسة أصبح ملايين المدنيين يعانون أكبر أزمة إنسانية في العالم وفق تصنيف الأمم المتحدة.
وأشار الارياني إلى أهمية تحرك المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمبعوثين الأممي والأميركي لوقف نهبها المنظم، وسياسات الإفقار والتجويع الممنهج بحق المدنيين، والعمل على تخصيص إيرادات الدولة المنهوبة لصرف رواتب الموظفين بانتظام وفق قاعدة بيانات الخدمة المدنية للعام 2014.