قال مندوب اليمن لدى “اليونسكو” الدكتور محمد جُميح، إن الهدف الرئيس الذي تسعى ميليشيات الحوثي لتحقيقه من وراء توجيه ضربات عسكرية باتجاه إسرائيل، هو “ركوب الموجة، ومحاولة تجيير نضال الفلسطينيين لمصلحة طهران، عبر الارتزاق والكسب الإعلامي والسياسي والمالي”.
وأضاف جُميح في حديث خاص لـ”إرم نيوز”، “يسعى عادة ما يسمى بـ(محور المقاومة) إلى إثارة الضجيج والشعارات والتهييج، في وسائل الإعلام، من أجل الكسب السياسي خارجيًّا وداخليًّا، والحوثيون كذلك”.
ودلّل جُميح على ذلك بقوله: “إن الطائرات المُسيّرة والصواريخ التي يطلقها الحوثيون، لم تُصب الكيان الصهيوني بأذى، فهي تنفجر في الجو، ومعروف أنها غير دقيقة، وبالتالي فإن أثرها صفري على إسرائيل”.
وقال: “وبما أنها لم تضر إسرائيل، فإنها أفادتها فائدة كبيرة، على عادة إسرائيل في الاستفادة من الشعارات والهجمات التي لا تصيبها، فإنها تستفيد منها إعلاميًّا ودبلوماسيًّا وسياسيًّا، بالترويج لفكرة أنها مستهدفة من بضع دول، تُمارس ضدها حرب إبادة إقليمية”.
إسرائيل في صورة الضحية
وأضاف جُميح: “وهو ما تروج له وسائل إعلام وساسة غربيون، يقولون بأن إسرائيل تتعرض لحرب إبادة من دول متعددة، من إيران ومن سوريا ومن العراق ومن اليمن، ويضخمون من هذه الصواريخ، وأثر هذه الطائرات المسيرة، كما إنهم يضخمون أيضًا من شعارات الموت لإسرائيل، ويتحدثون عن إرادة عربية وإسلامية شاملة وعامة وطامة من أجل إبادة إسرائيل، لافتًا إلى أن ذلك “يمنح إسرائيل الظهور في صورة الضحية، ويخفي عنها الظهور بصورة الجلاد، ويغسل عن يديها جرائم ودماء الأهالي في قطاع غزة، والضفة الغربية”.
كما تطرق للإشارة إلى جانب من مسارعة ميليشيات الحوثي، لجني ثمار إعلان ضرباتها العسكرية على مستوى تحقيق المكاسب المادية وتحقيق مدخول مالي جديد، قائلاً: “في اليوم التالي للضربة، أصبحوا يرسلون رسائل نصية (sms) عبر شركات الاتصالات المُشغلّة للهواتف المحمولة، للمواطنين في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، من أجل طلب دعم المجهود الحربي والقوة الصاروخية حسب ما يسمونها”.
رفع الحوثيين من قائمة الإرهاب
وحول الآليات الحربية والعسكرية البحرية التي نشرت مؤخرًا في البحر الأحمر، وتحديدًا عقب إعلان الحوثيين توجيه ضربات على حدود الأراضي المُحتلة، يقول جُميح: “أعتقد أن نشر هذه السفن، له عدة أهداف لا يأتي في مقدمتها ضرب الحوثيين في اليمن، وإنما ربما كان الهدف الأول، مراقبة السواحل قبالة مصر والسودان، وكذلك الدول العربية الأخرى في المملكة العربية السعودية، وغيرها من الدول”.
واستطرد جُميح، قائلاً: “أما بالنسبة للحوثيين، فأنا أريد أن أشير إلى نقطة مهمة، وهي أنه إذا كانت الإدارة الأمريكية صنفت حماس منظمة إرهابية، بذريعة أنها تستهدف إسرائيل، فالحوثيون الذين يقولون إنهم يستهدفون إسرائيل، ويقولون الموت لإسرائيل، فقد رفعتهم الإدارة الأمريكية من قائمة الإرهاب، فلماذا حماس على قائمة الإرهاب؟، بينما الحوثيون رُفعوا بالفعل من قائمة الإرهاب”، متابعًا: “ألا يدل ذلك على الخدمات المتبادلة القائمة بين هذه الأطراف الغربية من جهة، وبين إيران وأدواتها من جهة أخرى، لمصلحة هذه الأطراف على حساب المصالح القومية العربية”.
وواصل حديثه: “إذ تقدّم هذه الأطراف الخدمات لبعضها بعضًا، فتقوم إيران بتحريك بعض الصواريخ أو المقذوفات من لبنان على حدود فلسطين، وتستفيد من ذلك إسرائيل، من خلال تجييش الرأي العام ضد لبنان وضد العرب، وكذلك عندما قام الحوثي بإطلاق بعض الصواريخ خلال الأيام الماضية، غير أن إيران لا يمكن أن تطلق صاروخًا واحدًا من أراضيها باتجاه إسرائيل”.
دعم دعاية إسرائيل وإيران
ويرى جُميح، بأنه: “كما تستفيد إيران دعائيًّا، فإن إسرائيل تستفيد في المجمل من أفعال وشعارات محور المقاومة”، مشيرًا إلى أن الحقيقة المؤكدة، هي أن، “إسرائيل أدمت غزة، وغزة قاومت إسرائيل، وهنا المقاومة والحرب الحقيقية، أما غير ذلك من الشعارات الفارغة، فلا قيمة لها”.
واستبعد جُميح، أن “يكون لدى الجيش الإسرائيلي، أي نية مستقبلاً لاستهداف الأراضي اليمنية ولا الحوثيين، كون المغزى من نشره للسفن الحربية البحرية في البحر الأحمر، هو تأمين طرق الملاحة”.