رغم مظاهر الاحتفاء بالانتصارات الوهمية التي تروج لها مليشيا الحوثي- ذراع إيران في اليمن في محاولاتها استغلال العدوان الإسرائيلي على غزة والظهور بمظهر بطولي أمام الداخل وأمام الشعوب العربية، إلا أن ردود فعل عشرات النشطاء والمثقفين اليمنيين والعرب أخذت منحى آخر يحذر من تبعات التصرفات غير المحسوبة لمليشيا الحوثي وتأثيرها على اليمن ودول المنطقة.
قال الدكتور حسين لقور، في صفحته على موقع إكس، إن خطف وسائل النقل الدولية والطائرات والسفن، “لم يعد عملا مقبولا أو ممارسة فعل ثوري كما كان في سبعينيات القرن الماضي، بل أصبح في نظر العالم قرصنة وعملا إرهابيا”.
وأضاف: خطف السفينة التجارية (Galaxy Leader) التي يمتلكها رجل أعمال اسرائيلي، من المياه الدولية عمل لا يخدم من بعيد أو قريب الدفاع عن أهل غزة في وجه آلة الحرب الإجرامية والفظائع التي ترتكبها بحق الأبرياء، بل إن إشغال وحرف الإعلام عن جرائم إسرائيل في غزة بمثل هذه الأعمال الطفولية يصب في خدمة إسرائيل أمام العالم.
من جانبه قال عبد الخالق عبدالله، المستشار الدبلوماسي للرئيس الإماراتي محمد بن زايد، إن “اختطاف الحوثي سفينة تجارية تبحر في المياه الدولية، مهما كانت هويتها ومن هو مالكها، عمل من أعمال القرصنة وليس عملاً بطوليا ولا يخدم أهل غزة ولا يحرر شبرا من فلسطين”.
عبد الخالق عبدالله، المعروف بتدويناته المتضامنة مع الشعب الفلسطيني والمستنكرة للعدوان الإسرائيلي الأخير على غزة منذ بدايته في الثامن من أكتوبر، أضاف في تدوينته: لقد أكدت جماعة الحوثي الإيرانية بهذا الفعل أنها تشكل خطرا على سلامة الملاحة في البحر الاحمر وباب المندب وبحر العرب.
إلى ذلك، قال الكاتب والناشط معن دماج، إنه “لا داعي للقلق بشأن المكاسب السياسية والدعائية التي يمكن أن يجنيها الحوثي من (ضرباته) للعدو الصهيوني.. الناس في اليمن تعرفه جيدا وتعرف أنه عدوها الأول والأساسي”.
وقال الكاتب حسين الوادعي عن اختطاف الميليشيا الحوثية سفينة تجارية ليست إسرائيلية ولا يوجد فيها أي مواطن إسرائيلي، إن هذا العمل “لعله ينبه المجتمع الدولي إلى خطورة هذه العصابة ليس على اليمنيين فقط، وإنما على الأمن الدولي، عصابة تختطف دولة بأكملها وتجرها معها إلى الهاوية”.
وأضاف الوادعي: بغض النظر عن جنسية السفينة، خطفها لن يؤثر على الوضع في غزة. الحوثي يدرك جيدا ويهدف من بهلوانياته كسب تأييد المغفلين (وما أكثرهم). خطف السفينة سيحاصر اليمن ولن يساعد حتى في إدخال قنينة ماء إلى غزة. وعندما تقوم عصابة تختطف دولة بعملية قرصنة مثل هذه، فالتداعيات على اليمن خطيرة.
وأشار الوادعي إلى أن إيران “تتجنب مواجهة مباشرة مع إسرائيل خوفا على مصالحها وتعتمد على استثماراتها الرخيصة من ميليشياتها في العراق ولبنان وسوريا واليمن. لكن الوضع اليمني أخطر لأن أغلب ميليشياتها جماعات خارج الدولة، بينما تسيطر (المليشيا) الحوثية على الدولة وتضع البلد بأكمله في مواجهة مع العالم وتحبسه خارج العالم”.