كشفت تقارير ميدانية عن قيام الحوثيين أواخر أكتوبر/تشرين الأول ومطلع نوفمبر/تشرين الثاني المنصرمين، بعمليات تحشيد إلى جبهات مأرب، وبدأت في نزع وتفكيك حقول الألغام التي زرعتها في الخطوط الأمامية بعدة مواقع من محافظة مأرب
أداة حرب
وقال المحلل السياسي فؤاد مسعد، أن “تصعيد الحوثيين ليس أمرًا جديدًا، خاصة أن التجارب السابقة تثبت استغلالهم لحالات الهدنة والاتفاقيات في تعزيز مواقعهم وتقوية جبهات القتال لديهم”
وأضاف مسعد في حديثه لـ”إرم نيوز”: “بمعنى أنهم لم ولن يكونوا أطرافًا في السلام الحقيقي، منذ ظهور الحركة الحوثية قبل نحو 20 سنة، وهي تكرر الأمر ذاته من خلال ممارسة الخداع والتضليل داخليًّا وخارجيًّا، ويستخدمون معاناة اليمنيين في الترويج لأهدافهم وتنفيذ الأجندة الإيرانية في إشعال النار محليًّا وإقليميًّا”
وتابع “الهدنة الحالية التي يعيشها اليمن، شكّلت فرصة لليمنيين لالتقاط أنفاسهم جراء حرب دامية وصراعات متواصلة أشعلها انقلاب الحوثيين، لكنها أي الهدنة ليست سوى جدار يختبئ خلفه الحوثيون لإعداد أنفسهم ومسلحيهم لاستئناف الحرب على اليمنيين في بضع محافظات”
وأشار إلى جملة الانتهاكات التي ترتكبها الميليشيات الحوثية بشكل شبه يومي في أطراف مأرب وشمال الضالع وغرب تعز، “وهذا يؤكد أن جماعة الحوثي ليست سوى أداة حرب، ولن ترتقي إلى مستوى تصبح فيه طرفًا فاعلًا في أي اتفاق سلام قادم”
مجال مفتوح
من جانبه، قال المتحدث باسم القوات اليمنية المشتركة في الساحل الغربي العقيد وضاح الدبيش، أن “حالة اللا سلم واللا حرب الجارية في اليمن، أفسحت المجال لميليشيات الحوثيين لترتيب صفوفها داخليًّا، وجعلتها متفرغة لخلق عملية دعائية تحاول من خلالها تحسين صورتها محليًّا وعربيًّا”
وأضاف الدبيش في حديثه لـ”إرم نيوز”: “أنها تمكنت من ذلك عبر اختلاق بطولات عسكرية وهمية ضد إسرائيل، دون نتائج ملموسة لها، واستمرار تهديداتها لممرات الملاحة الدولية، في ظل غياب المجتمع الدولي ودوره الفاعل في ردعها”