بينما تكثف المملكة العربية السعودية من جهودها في دفع مفاوضات التسوية السياسية في اليمن نحو التوصل إلى اتفاق بين المليشيا الحوثية ومجلس القيادة الرئاسي، وفي حين يجري المبعوث الأممي إلى اليمن هانس جوندبرج لقاءات مكثفة مع الطرفين ومع الأطراف الإقليمية، تبرز بعض المؤشرات على صعوبة التوصل إلى الاتفاق المنشود في هذه المفاوضات.
أبرز المؤشرات هو ما لفت الانتباه إليه تقرير صادر مؤخراً عن مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، حول اتجاه المليشيا الحوثية إلى تقليص التنوع الديموغرافي داخل وفدها المفاوض.
أوضح التقرير، الصادر في 8 ديسمبر الجاري، أن قائمة أعضاء الوفد الحوثي المفاوض تشير “إلى انحسار التنوع في التمثيل، على عكس ما كانت تحرص عليه الجماعة في السنوات السابقة من إشراك ممثلين عن المؤتمر الشعبي العام وأحزاب سياسية مستقلة أخرى تدّعي الجماعة أنهم حلفاء لها”، إلى جانب حرص الجماعة سابقا على التوازن في التمثيل الجغرافي داخل وفدها، مع ضم ممثلين من محافظات خارج معاقل الحوثيين الرئيسية في شمال اليمن.
وأضاف إن جماعة الحوثي هذه المرة “حصَرت تمثيل الأحزاب أو المناطق أو الحلفاء الآخرين في شخصية رجل واحد –جلال الرويشان– الذي يرى الكثيرون أنه أصبح موالياً للجماعة أكثر من المؤتمر الشعبي العام المحسوب عليه الرويشان أو أي حزب سياسي آخر”، مشيراً إلى أن هذا التحول في موالاة الرويشان للحوثيين حدث بعد الغارة التي استهدفت الصالة الكبرى في صنعاء في أكتوبر 2016 أثناء عزاء والده.
وقال التقرير، إن التشكيلة الجديدة في وفد التفاوض الحوثي والتي ظهرت في زيارة الوفد إلى الرياض في سبتمبر الماضي، تعكس تراجع حاجة الجماعة إلى ممثلين شكليين، وبأن القرار الحاسم كان دوماً، ولا يزال، بيد أسرة الحوثي، وأن هذا يتضح أكثر عند النظر في خلفيات أعضاء الوفد التفاوضي المنتدب من قبل الحوثيين إلى الرياض.
وأورد التقرير تعريفات موسّعة نسبياً بالأعضاء الستة للوفد الحوثي الحالي، وهم: محمد عبدالسلام، وحسن الكحلاني، وجلال الرويشان، ويحيى الرزامي، وعبدالملك العجري، وحسين العزي. ومن حيث الانتماء الأسري، فجميع أعضاء الوفد من عائلات هاشمية باستثناء عبدالسلام الذي ينتمي إلى عائلة فليتة والرويشان الذي ينتمي إلى قبيلة خولان، إحدى أكبر قبائل اليمن شرقي صنعاء.
وأشار التقرير أيضاً إلى العلاقة المتينة بين محمد عبدالسلام والإيرانيين ومعرفته الوثيقة بقائد الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، الذي اغتيل في العراق بطائرة درون أمريكية، وأن بقاءه على رأس الوفد التفاوضي مرتبط بقدرته على إثبات أهميته للفريق التفاوضي الحوثي، “ليس فقط بارتباطه الوثيق بالتصور الإيراني تجاه المنطقة، ولكن أيضا بقدرته على فهم جمهوره، وهو ما انعكس في مقابلاته مع وسائل إعلام سعودية حيث ظهر كرجل دبلوماسي حريص على الانخراط في حوار، في حين تعكس مقابلاته مع وسائل الإعلام الإيرانية رغبة في تعزيز ترابط اليمن” مع ما تسمى “قوى محور المقاومة”.