قال اللواء محمد عبد الواحد، الخبير في الأمن القومي والعلاقات الدولية، إن إيران تعلم أن الحرب على حركة حماس هو تفكيك للأذرع المسلحة لطهران في المنطقة وهي: حماس، حزب الله، والميليشيات في سوريا والعراق، فضلا عن الحوثيين.
وأضاف، في حوار نشرته صحيفة “المصري اليوم”، الأحد الماضي، إن إيران هي من تعطي الضوء الأخضر لجماعة الحوثيين لتنفيذ هجمات في البحر الأحمر، لأن إيران “تعلم تماما أن هذه الحرب الإسرائيلية على غزة ضد وجودها، وبالتالي عند وجود أي ضغط على أي من محاورها، فهي تستخدم سياسة إذا تم الضغط على طرف من محاورها فكل الأطراف تخضع لهذا الشد وتقاوم، لذا فإنه مع الضغط على حماس، تضغط على جميع الأطراف لتشتيت الانتباه والدفاع عن حماس”.
وقال الخبير المصري، إن دوافع الحوثيين للدخول في هذه المعركة عديدة، منها دوافع ظاهرية، وهي مشاركتها لحماس، وإن كانت مشاركة رمزية غير مؤثرة، لكنها تشارك في حربها مع إسرائيل، مطالبةً برفع الحصار ودخول المساعدات الإنسانية. أما “الهدف الحقيقي” للمليشيا الحوثية بحسب عبدالواحد، فهو إثبات الذات والوجود على الساحة الإقليمية والدولية، للاعتراف بهذه الجماعة أكثر من أجل أي ترتيبات مقبلة، متوقعاً أن يحقق الحوثي مكاسب شعبية، لأن الهدف الظاهري له من هذه الهجمات هو الدفاع عن القضية الفلسطينية.
واستبعد عبدالواحد انتقال الحرب من غزة إلى منطقة البحر الأحمر والخليج العربي، لأن الولايات المتحدة الأمريكية حريصة على عدم توسيع الحرب مع إيران هذه الفترة، مشيراً إلى أنه ربما هناك تيار يميني متشدد داخل إسرائيل يريد توريط أمريكا في صراع مع إيران، إلا أن واشنطن حريصة على عدم التورط في حرب، لأنها “غير مستعدة لأي صدام مع إيران في هذه الفترة”.
وأوضح أن فرنسا هي الأقرب إلى الرد على هجمات الحوثيين في حال تعرضت إحدى سفنها للهجوم، مذكّرا برد فرنسا العسكري على عملية القرصنة الصومالية قبل سنوات على إحدى سفنها. كما لفت إلى أن إسرائيل يمكن أن تشتبك مع الحوثيين لأن لديها أكثر من ألف جندي في البحر الأحمر، فضلا عن قواعد عسكرية بدولة إريتريا، خاصة بالاستشعار على جزر دهلك، لذا فهي لديها مصالح كثيرة في هذه المنطقة، كما أنها حركت فرقاطة البحرية ساعر 6، وهي من الجيل السادس من التكنولوجيا، وبدأ توجيهها إلى الجنوب؛ حيث الحوثيين، لحماية المصالح الإسرائيلية الموجودة في المنطقة.
وكانت وزيرة الدفاع الفرنسية قالت في تصريحات مطلع الأسبوع الجاري إن هجمات الحوثيين في البحر الأحمر يجب أن لا تبقى دون رد.
وتابع عبدالواحد عن إمكانية تدخل أمريكا أو دول غربية أخرى في اليمن: أتخيل أن هذا التدخل يعرقل عملية المصالحة التي تتبناها الأمم المتحدة في اليمن، لأنه ربما يكون هناك تحالف دولي ضد الحوثي، لكن لن يكون هناك اصطدام معه، حيث إن هناك قواعد للاشتباك بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، وبالتالي لن يكون هناك تدخل عسكري ضد الحوثيين، حيث إن الولايات المتحدة توظفه لخدمة مصالحها في المنطقة.
وفيما أكد على أن أمريكا توظف الحوثي لخدمة مصالحها في المنطقة، قال الخبير المصري إن الغرب لا يريد الحوثي أن يتراجع لأنه يريد التواجد في المنطقة هو الآخر، ويريد تشكيل تحالف من 38 دولة متعددة الجنسيات، وبالتالي من مصالح الولايات المتحدة الأمريكية أن تستمر هجمات الحوثيين لتهديد الملاحة، حتى يكون هناك سبب مقنع للعالم من إنشاء هذا التحالف.
وتابع: لو توقف الحوثيون عن هجماتهم سيكون هذا التحالف عبارة عن احتلال للمنطقة، لذا أرى أن الغرب من مصلحته أن يستمر الحوثي في هجماته، للسيطرة على مضيق باب المندب في ظل التنافس الدولي مع الصين على البحار والمحيطات، وهنا ستكون أمريكا هي الفائز الأول، وحينها تتمكن من السيطرة على الممرات المائية والبحار والمحيطات ضد المصالح الصينية.