عكست تصريحات صادرة عن جماعة الحوثي المدعومة من إيران خلال الساعات الماضية، عن بروز مخاوف لدى الجماعة من تزايد التداعيات الناجمة عن هجماتها ضد الملاحة الدولية بالبحر الأحمر.
أبرز هذه التداعيات كان إعلان وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، الثلاثاء، عن عملية تشكيل قوة متعددة الجنسيات لحماية الملاحة الدولية في البحر الأحمر، أطلق عليها اسم “عملية حارس الازدهار” للتصدي لهذه الهجمات.
وبحسب ما أعلنه الوزير الأمريكي، تشارك في هذه العملية عدد من أبرز وأهم الدول الغربية وهي بريطانيا وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج وإسبانيا، بالإضافة إلى سيشيل والبحرين.
هذا الإعلان الذي مثل أول تحرك عملي من الغرب لردع هجمات مليشيات الحوثي ضد الملاحة الدولية، أغضب المليشيات وأثار مخاوفها من تصعيد الموقف وخروج الأمر عن السيطرة، كما توحي بذلك التصريحات التي صدرت من ناطق الجماعة محمد عبدالسلام لوسائل الإعلام خلال الساعات الماضية.
حيث زعم ناطق الجماعة أن هجمات مليشياته بالبحر الأحمر هي بهدف “مساندة الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان والحصار على غزة، وليست استعراضا للقوة ولا تحديا لأحد”، واعتبر التحالف المشكّل أمريكيا “هو لحماية إسرائيل وعسكرة للبحر دون أي مسوغ”.
ناطق الحوثي حاول إخفاء قلق الجماعة من الأمر، بالتأكيد على أن تشكيل هذه القوة لن يوقف هجمات جماعته بالبحر الأحمر، والتهديد بأن أي عمليات مباشرة ضدهم “سيوسع المعركة وتجعلها حربا إقليمية ودولية لا يتوقعون آثارها الكارثية”، كما قال.
إلا أن تصريحات ناطق الجماعة أظهرت مخاوفها من تداعيات الهجمات بإعلان أكبر شركات الشحن البحري في العالم وقف مرور سفنها عبر البحر الأحمر، وتحويل مسار السفن عبر إفريقيا –رأس الرجاء الصالح، وما يشكله ذلك من آثار اقتصادية سلبية على دول المنطقة المطلة على البحر الأحمر، قد يدفعها للمشاركة عسكرياً ضد هجمات الحوثي.
حيث قال ناطق الجماعة بأنهم أبلغوا شركات الملاحة الدولية بأنه “لا داعي لإيقاف الملاحة في البحرين العربي والأحمر”، وزعم بأن وقفها بشكل كلي هي “محاولة ضغط أمريكية وغربية للمشاركة في تحالف حماية إسرائيل”، حد زعمه.
عبدالسلام قال إن موقف الدول المطلة على البحر الأحمر جيد، وأضاف قائلاً: نحن نتمنى منها أن تستمر في هذا الموقف ونحن لن نوقف عملياتنا، في إقرار ضمني بمخاوف الجماعة من تغيير موقف هذه الدول وعلى رأسها مصر.
حيث بدأت تتصاعد دعوات مصرية تحذر من خطورة تجاهل هجمات الحوثي بالبحر الأحمر وتأثيرات ذلك الخطيرة على الملاحة بقناة السويس التي تعد أهم مصادر العملة الصعبة للبلد، في ظل إعلان أكبر 7 شركات شحن بحري بالعالم تسيطر على أكثر من 50% من سوق النقل البحري وقف مرور سفنها بالبحر الأحمر.
وما يؤكد مخاوف الجماعة من تداعيات الموقف، كان إعلان وزارة الخارجية بحكومتها غير المعترف بها دولياً، أنها وجهت اليوم الثلاثاء، مذكرات إلى دول العالم والمنظمات المعنية بما فيها المنظمة البحرية الدولية “IMO” والاتحاد الدولي لعمال النقل “ITF” لمحاولة تطمينها بأن “الملاحة في البحرين الأحمر والعربي آمنة إلى كل الوجهات باستثناء الكيان الصهيوني”.
خارجية الحوثي كررت مزاعم الجماعة أن هجماتها ضد الملاحة الدولية “موجهة فقط ضد سفن الكيان الصهيوني والمتوجهة إلى موانئه”، وأن ذلك هو “إجراء إنساني بامتياز يهدف لرفع الحصار المفروض على قطاع غزة الذي وصل حد منع الغذاء والماء والدواء”.
وحاولت الجماعة عبر بيان خارجيتها التدليل على صحة مزاعمها بأنها “التزمت بحماية الملاحة في البحرين الأحمر والعربي رغم تعرضنا لعدوان وحصار منذ العام 2015 “، في اعتراف يؤكد أن هجماتها الحالية ضد الملاحة الدولية تأتي تنفيذاً لأوامر إيرانية ولا علاقة لها بمصالح اليمن واليمنيين