كثفت مليشيا الحوثي، ذراع إيران في اليمن، من حملات التحشيد والتجنيد التي تنفذها في المناطق الخاضعة لسيطرتها تمهيداً لإرسالهم إلى جبهات داخلية تحت شعار “معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس”.
وتستغل القيادات الحوثية ما يجري في فلسطين وقطاع غزة من أحداث للتغرير بمزيد من المدنيين والزج بهم في معارك داخلية؛ حيث شكلت المليشيا لجنة خاصة للتجنيد والحشد أطلقت عليها اسم “اللجنة العليا للحملة الوطنية لنصرة الأقصى” وهذه اللجنة يترأسها القيادي الحوثي مهدي المشاط.
وركزت حملة التجنيد الحوثية على استقطاب الشبان والأطفال القاطنين في المناطق الريفية والنائية البعيدة عن مراكز المدن؛ وتستغل الميليشيات منابر المساجد والمدارس وزعماء قبليين موالين لها في الترويج لما أسمتها “معركة تحرير الأقصى والجهاد المقدس” لدفع المدنيين إلى الانخراط في المعسكرات التدريبية التي أسستها لغرض تعزيز جبهاتها الداخلية.
وقبل أيام، شهدت مديرية جحانة -إحدى مديريات خولان بضواحي صنعاء- تخرج عدد من المغرر بهم من الدورات العسكرية المفتوحة التي أقامتها الميليشيات الحوثية ضمن ما تسمى “قوات التعبئة العامة لمعركة الفتح الموعود والجهاد المقدس”.
بحسب مصادر محلية في خولان، فإن القرى النائية في مختلف مديريات خولان شهدت حملة تجنيد واسعة في صفوف المدنيين عقب محاضرات وخطب دينية ألقاها رجال دين موالون للميليشيات الحوثية ونهجهم الطائفي، مشيرة إلى أن المحاضرات الدينية ركزت على “الجهاد وتحرير المقدسات الإسلامية”، وكذا استغلال ما يجري من حرب إبادة جماعية للأشقاء في فلسطين وقطاع غزة من أجل تحفيز المواطنين على الانخراط في صفوف القوات التابعة للميليشيات الحوثية”.
وتحظى العروض العسكرية التي يجري تنظيمها للمغرر بهم باهتمام كبير من قبل القيادات الحوثية التي تحرص على المشاركة في تلك العروض والترويج لأهميتها في معركة تحرير فلسطين والأقصى من إسرائيل. على حد زعمهم.
استمرار عمليات التجنيد باسم الأقصى والجهاد المقدس، تزامن مع إرسال الميليشيات الحوثية تعزيزات بشرية جديدة إلى جبهات القتال الداخلية تمهيداً لشن عمليات عسكرية ضد المناطق المحررة في عدة محافظات يمنية.
وقالت مصادر محلية، إن الميليشيات الحوثية كثفت خلال الأيام الماضية من إرسال تعزيزاتها صوب جبهات مأرب وشبوة والساحل الغربي ضمن التصعيد العسكري المتواصل واستغلال التهدئة الأممية الحالية. وأوضحت المصادر أن التصعيد الأخير في جبهات شبوة يكشف النوايا الحقيقية وراء حملات التجنيد الأخيرة التي نفذتها الميليشيا الحوثية باسم فلسطين والقدس ومحاربة إسرائيل وأميركا.
وأشارت المصادر إلى أن الميليشيات خلال الأيام الماضية تعرضت لهزائم وانتكاسات عسكرية كبيرة من خلال إفشال الكثير من محاولات التسلل والتقدم التي شنتها خصوصا في جبهات شبوة ومأرب والضالع. ولم تحقق الميليشيات الحوثية أي نتائج على الأرض وسط سقوط العشرات من القتلى والجرحى في صفوفها.
التحركات العسكرية الحوثية قابلتها الحكومة اليمنية بإطلاق تحذيرات من مغبة التصعيد ميدانياً في جبهات القتال ومواصلة استثمار القضية الفلسطينية العادلة وسردياتها المضللة في تحشيد المزيد من المواطنين المغرر بهم لاستهداف ومهاجمة الأعيان المدنية، ومواقع القوات المسلحة في مختلف الجبهات.
أكد مجلس الوزراء في اجتماعه، الاثنين، أن التحركات العسكرية الحوثية تنسف كافة الجهود الرامية لإحلال السلام والاستقرار، وإنهاء معاناة الشعب اليمني، مشيدا بالجاهزية واليقظة العالية التي جسدتها القوات المسلحة والأمن وكافة التشكيلات العسكرية، والشعبية، ومواقف القوى الوطنية المنضوية في معركة استعادة مؤسسات الدولة، والدفاع عن النظام الجمهوري.
وخلال الاجتماع، استمع مجلس الوزراء من وزير الدفاع، الفريق ركن محسن الداعري، إلى تقرير حول مستجدات الأوضاع الميدانية والعسكرية، واستمرار التحشيد العسكري لجماعة الحوثي في مختلف الجبهات، والجاهزية العالية للقوات المسلحة للتعامل مع هذا التصعيد. وأشار الداعري، إلى أن التحركات الحوثية المتزامنة مع تصعيدها ضد الملاحة الدولية واستهداف السفن التجارية تؤكد أن ردع هذه الجماعة لن يكون إلا باستكمال استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب.