أعادت حادثة تفجير منازل المواطنين في مدينة رداع محافظة البيضاء، التذكير بواحدة من أهم أدوات الإرهاب التي تستخدمها جماعة الحوثي لإخضاع المجتمع اليمني خلال السنوات الماضية.
وأقدمت مليشيات الحوثي الثلاثاء، على تفجير منازل أسرتي (ناقوس، الزيلعي) في حي “الحفرة” مدينة رداع ما أدى لتدمير عدد من المنازل الشعبية المجاورة وانهيارها فوق رؤوس ساكنيها.
ووفق تصريحات رسمية لوزير الإعلام بالحكومة اليمنية معمر الارياني، فقد أدى ذلك إلى سقوط (12) شهيدا غالبيتهم نساء وأطفال، فيما لا يزال (20) آخرون تحت الأنقاض.
وعقب موجة الغضب التي أشعلتها الفيديوهات المتداولة للجريمة، حاولت مليشيات الحوثي التخفيف من ذلك، بإقرارها بالجريمة وتبريرها بأنها كانت “نتيجة خطأ” من قبل بعض عناصرها، بحسب تصريح ناطق وزارة الداخلية التابعة لها.
محاولة المليشيات تصوير الجريمة بأنها خطأ فردي، يفضحه التصريح ذاته الذي يشير إلى السبب الحقيقي وراء الجريمة، حيث قال بأن عناصر المليشيات قاموا بتفجير المنازل “كردة فعل غير مسؤولة.. أثناء تنفيذ حملة أمنية لملاحقة متهمين بقتل اثنين منهم”.
ويشير اعتراف المليشيات، إلى مقتل 2 من عناصر المليشيات أحدهم شقيق المشرف الأمني الحوثي المدعو “أبو حسين الهرمان” في كمين نصبه شاب من آل”الزيلعي” مساء الأحد، انتقاماً لمقتل شقيقه على يد المشرف الحوثي قبل نحو عام.
حيث يمثل إقرار مليشيات الحوثي، تذكيراً بسياستها المعتمدة لديها منذ ظهورها قبل نحو 20 عاماً بتفجير منازل خصومها ومن تتهمهم بقتل عناصرها، كوسيلة لإرهاب المجتمع وقمع أي محاولات تمرد أو مقاومة ضدها.
وتلجأ مليشيات الحوثي إلى هذه السياسة بشكل واضح في المناطق التي تتعرض فيها لمقاومة ورفض شعبي كمحافظة البيضاء التي خاضت مع أبنائها معارك دامية طيلة السنوات الماضية، وهو ما يفسر تصدر المحافظة المرتبة الأولى للمحافظات اليمنية في عدد المنازل التي فجرتها وفق تقرير حقوقي صدر أواخر العام الماضي.
وأصدر المركز الأميركي للعدالة، تقريراً تحت عنوان “دموع على الركام”، كشف عن مقتل وإصابة 51 مدنيًا جراء تفجير 713 منزلا خلال سنوات الحرب، 703 منها قامت بها مليشيات الحوثي في 15 محافظة، تصدرتها محافظة البيضاء بـ188 منزلاً تلتها تعز بعدد 110 منازل.
آخر جرائم تفجير المنازل من قبل المليشيات، كان مطلع يونيو من العام الماضي بتفجيرها لمنزل قيادي في المقاومة بمنطقة “الروضة” جنوبي محافظة مأرب، سبقه بشهرين تفجيرها لثلاثة منازل للمواطنين في قرية “الزور” التابعة لمديرية صرواح غرب المحافظة.
سياسية تفجير المنازل من قبل مليشيات الحوثي يراه اليمنيون امتداداً لنهج الأئمة الزيدية الذين حكموا اليمن لفترات متقطعة خلال الـ1200 عام الماضية، وتحديداً منذ قدوم الهادي الحسين الرسي إلى اليمن وتنصيب نفسه إماماً بقوة السيف أواخر القرن الثالث الهجري.
وهو ما يؤكد عليه رئيس فرع المكتب السياسي للمقاومة الوطنية محافظة إب كامل الخوداني في تعليق له على ما حدث في رداع، بأن تفجير المنازل ليست تصرفات فردية، بل منهجية إمامية متوارثة منذ مئات السنين.
مضيفاً بأن “تفجير المنازل على رؤوس ساكنيها ودفنهم أحياء تحت أنقاضها ونهب أملاكهم وحرق مزارعهم والإيغال بسفك الدم منهجية متوارثة لدى الجماعة منذ مئات السنين هدفها إرهاب الخصوم وإخضاع العامة وبث الهلع بالنفوس”.
ويشير الخوداني إلى كتب السير والمؤرخين ومنها ما كتبه المؤرخ ابن سمرة الجعدي عن حقبة الهادي الرسي وعمليات الهدم والتدمير للمنازل والحرق للمزارع والقتل الجماعي البشع ونهب الممتلكات لدرجة هدمه لمنازل قرى ومدن كاملة.