رغم مرور أكثر من ست سنوات على تحرير مدينة المخا والساحل الغربي، إلا أن مخلفات حرب مليشيا الحوثي من قذائف ومتفجرات وألغام ما تزال تشكل خطراً على حياة المدنيين.
وتشير عملية التفجير التي قام بها المجلس الدنماركي للاجئين، الثلاثاء، والتي شملت كميات من الألغام والمتفجرات، إلى المخاطر التي تُهدد حياة المدنيين في هذه المناطق.
والمجلس الدنماركي للاجئين، منظمة إنسانية تعنى بالتوعية بمخاطر الألغام وجمع القذائف غير المتفجرة، وتعمل في مناطق الساحل الغربي إلى جانب مشروع مسام والبرنامج الحكومي لنزع الألغام.
وما يزال الساحل الغربي يعج بآلاف القذائف، وتُشير التقديرات إلى وجود آلاف الألغام والمتفجرات التي زرعتها مليشيا الحوثي، لتحويله إلى “أكبر حقل ألغام في العالم”.
وتواجه فرق “مسام” لنزع الألغام مهمة شاقة في تطهير هذه المناطق، حيث تشير التقديرات إلى أن عملية إزالة هذه المخلفات قد تستغرق 30 عاماً، نظراً لضخامة المهمة والطرق المعقدة التي اتبعتها مليشيا الحوثي في زراعة الألغام.
وهناك مناطق عدة في مديريات ذو باب والمخا والخوخة وموزع وحيس لم تطأها أقدام فرق إزالة الألغام نظرا للكميات المهولة التي زرعت بها، والطريقة الخبيثة في إخفائها.
ويطلق الأهالي على تلك المناطق تندراً بأودية الموت، نظراً للعدد الكبير من الضحايا المدنيين الذين قضوا نحبهم بها.
ويومياً يصبح المدنيون ضحايا لهذه المخلفات، دون معرفة العدد الحقيقي للضحايا، حيث يصعب الحصول على رقم نهائي نظراً لعزوف العديد من المدنيين عن الإبلاغ عن ضحايا الألغام الحوثية.
وأغلب الضحايا يسقطون في المناطق النائية وكثير منهم يكتفون بتحمل أوجاع الإصابة والفقد دونما إبلاغ السلطات المعنية بذلك.
ويعاني أهالي الساحل الغربي من خوف دائم من مخاطر الألغام، مما يعوق عودتهم إلى حياتهم الطبيعية، ويحرمهم من ممارسة أنشطتهم الزراعية والاقتصادية.
ويناشد الأهالي، المنظمات الإنسانية والمجتمع الدولي بتكثيف الجهود لدعم عمليات نزع الألغام لحماية المدنيين من مخاطر هذه المتفجرات التي تهدد حياتهم ومستقبل أبنائهم.
وتعد مخلفات حرب مليشيا الحوثي، كارثة إنسانية تتطلب حلولاً عاجلة وجهداً دولياً مكثفاً لنزع الألغام وحماية المدنيين وضمان مستقبلهم