كشف مقطع مصور يوثق لحظة استهداف سفينة تجارية بالبحر الأحمر، عن إقدام مليشيا الحوثي الإرهابية والمدعومة من إيران على ارتكاب جريمة بحق الصيادين اليمنيين.
وتعرضت سفينة تجارية تدعى (توتور- M/V Tutor) لهجوم بزورق مفخخ قبالة سواحل الحديدة الأربعاء، ما تسبب بدخول المياه إلى غرفة المحرك.
وعقب يوم من الهجوم قالت القيادة المركزية بالجيش الأمريكي بأنها قامت بإنقاذ طاقمها وإجلائهم من السفينة.. مشيرة إلى أن أحدهم لا يزال في عداد المفقودين، إلا أن تقارير إعلامية رجحت وفاته غرقاً في غرفة المحرك.
في حين قالت هيئة عمليات التجارة البريطانية (UKMTO) بأنه تم التخلي عن السفينة وتُركت تنجرف في البحر الأحمر، بالقرب من باب المندب، في حين أظهرت صورة حديثة للسفينة وقد بدأت مؤخرتها بالغرق.
والاثنين أعلن طاقم السفينة (توتور) الفلبيني عودتهم إلى بلادهم من البحرين التي تم إجلاؤهم إليها من قبل البحرية الأمريكية.
ربان السفينة كريستيان دوماريك قال في مؤتمر صحفي عقب وصوله إلى مطار مانيلا (عاصمة الفلبين): “نحتاج أولا إلى الراحة بسبب الصدمة… سوف نتعافى لبضعة أشهر قبل العودة” إلى البحر، وفقا لرويترز.
وخلال الساعات الماضية، كشفت مقاطع فيديو التقطها البحارة الفلبينيون بهواتفهم الشخصية لحظات الهجوم على السفينة، وتظهر اقتراب الزورق المفخخ الذي أطلقته المليشيا نحو السفينة قبل انفجاره.
اللافت في هذه المشاهد، أنها كشفت قيام مليشيا الحوثي الإرهابية باستخدام قارب صيد وعلى متنه مجسمات لصيادين يمنيين، ليظهر كقارب صيد تقليدي وليس زورقاً مفخخاً مُسيرا عن بعد.
وهو ما يفسر عدم قيام أفراد الأمن التابع لطاقم السفينة الذين ظهروا وهم يحملون أسلحتهم بإطلاق النار نحو الزورق المفخخ، الذي بدا وكأنه قارب صيد على متنه صيادون.
لجوء مليشيا الحوثي إلى تمويه هجومها ضد السفينة التجارية بتفخيخ قارب صيد ووضع مجسمات لصيادين عليه، اعتبره نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي جريمة شنعاء من قبل المليشيا بحق الآلاف من الصيادين اليمنيين.
مؤكدين بأن ما قامت به المليشيا الحوثية الإرهابية يشرعن لاستهداف الصيادين اليمنيين بمجرد اقترابهم من أي سفينة تجارية باعتبارهم هدفاً مشبوهاً، وهو ما يعمق الضرر الذي لحق بهم منذ بدء المليشيات لهجماتها ضد السفن التجارية.
ويعمل نحو 300 آلاف شخص في مهنة الصيد من أبناء الحديدة، وفق مدير مكتب الإعلام في المحافظة علي الأهدل الذي كشف بتصريحات صحفية له في مايو الماضي بأن 60 في المئة منهم فقدوا أعمالهم جراء التصعيد الحوثي في البحر الأحمر.
وفي ذات الشهر كشف مدير عام المشروع السعودي لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام “مسام” أسامة القصيبي عن قيام ميليشيا الحوثي، بتفخيخ قوارب صيد ودفعها باتجاه مضيق باب المندب لتعطيل حركة التجارة الدولية.
وقال القصيبي: إن إحدى فرق المشروع قامت بتفكيك عبوات ناسفة كبيرة تتكون من 25 كغم من مادة (C4) شديدة الانفجار، وما لا يقل عن 50 كغم من مادة (TNT)، بالإضافة إلى “25 برميل بنزين سعة كل منها 20 لتراً” كانت على متن قارب صيد جرفته الأمواج على ساحل باب المندب.