تعاني المستشفيات التي لازالت قيد العمل في قطاع غزة، من اكتظاظ الجرحى والمصابين جراء الحرب، خاصة مع الاستهداف الإسرائيلي للمرافق الصحية؛ الأمر الذي يزيد من المخاوف على حياة المرضى.
وحسب الإحصاءات الفلسطينية الرسمية، فإن “الحرب الإسرائيلية على القطاع أدت لخروج 33 مستشفى و64 مركزاً صحياً عن الخدمة، كما أن 160 مؤسسة صحية و131 سيارة إسعاف تعرضت للاستهداف من قبل الجيش الإسرائيلي”.
وأدت الحرب إلى “مقتل 498 من أفراد الطواقم الطبية، فيما اعتقل الجيش الإسرائيلي 310 من الكوادر الطبية، كما أن أكثر من 85 ألفاً من الفلسطينيين أصيبوا بجروح متفاوتة جراء الحرب”، وفق المكتب الإعلامي الحكومي التابع لحركة حماس.
وأكد مدير الإعلام والعلاقات العامة بوزارة الصحة في غزة، محمد الحاج، أن “المشافي في قطاع غزة تعاني اكتظاظا شديدا بالمصابين والمرضى، خاصة وأن 90% منها متوقفة عن تقديم الخدمة بسبب الحرب”.
وقال الحاج، لـ”إرم نيوز”، إنه “على إثر العملية العسكرية برفح فإن جميع المستشفيات تعاني من اكتظاظ غير مسبوق بالمرضى والمصابين، ونقص حاد بالأسرة والمعدات الطبية؛ ما أثر على طبيعة الخدمة المقدمة للسكان”.
وأضاف أن “نزوح مليون ونصف المليون من رفح إلى خان يونس، أثر بشكل سلبي على القطاع الصحي، وأدى إلى اكتظاظ المستشفيات الثلاثة الرئيسة وهي الأوروبي، وناصر، وشهداء الأقصى، بالمصابين والمرضى”.
وأشار إلى أنه “لا يمكن للمستشفيات تقديم الخدمة، كما أن الأسرة للمرضى والمصابين وضعت في الطرقات وبين الأقسام، وهو الأمر الذي يفوق القدرة الاستيعابية للطاقم الطبي في جميع المستشفيات التي لا تزال قيد العمل”.
وبين أن “وزارة الصحة بصدد إجراء توسيعات في أقسام الاستقبال التابعة للمستشفيات التي لا تزال قيد العمل، وتحديداً مستشفى شهداء الأقصى وسط القطاع الذي بات يعتبر المستشفى الرئيس في الوقت الحالي للسكان”.
ولفت الحاج إلى أنه “من المقرر أن يتم إنشاء أقسام ميدانية في ساحات المستشفيات، والاستعانة بعدد أكبر من المستشفيات الميدانية بمنطقة المواصي”، معبراً عن أمله في أن يؤدي ذلك إلى “تخفيف العبء عن المستشفيات والتقليل من اكتظاظ المصابين والمرضى”.
أما مدير المستشفيات الميدانية في غزة، مروان الهمص، فأفاد بأن “المئات من المرضى والمصابين يواجهون خطر الموت بسبب اكتظاظ المستشفيات، ولم يتم معالجة هذه المسألة بشكل جذري”.
وأوضح الهمص، لـ”إرم نيوز”، أن “اكتظاظ المستشفيات أدى لانتشار وتفشي بعض الأمراض المعدية والبكتيرية، خاصة الجدري والجرب وغيرهنا من الأمراض الجلدية، وذلك يمكن أن يؤدي لانهيار المنظومة الصحية”.
وأردف أن “الاحتلال يعتمد تدمير الوضع الصحي في مختلف مناطق غزة، وخاصة مناطق النزوح، وهو الأمر الذي ظهر جلياً في استهداف المرافق الصحية، فإسرائيل تريد جعل الخدمة الصحية بأدنى مستوياتها؛ ما يزيد أعداد الضحايا من المرضى والمصابين”.
ونوه بأنه “إلى جانب اكتظاظ المرضى وعدم وجود أسرة لمبيت الحالات الطارئة؛ فإن المستشفيات الرئيسة والميدانية تعاني نقصا حادا في المستلزمات الطبية والوقود، خاصة منذ سيطرة الجيش الإسرائيلي على معبر رفح وتعطيله عن العمل”.
وشدد الهمص على “ضرورة أن تقدم المؤسسات الطبية الدولية والجهات المانحة الدعم الكامل للقطاع الصحي في مختلف مناطق غزة، وأن يتم إنشاء المزيد من المستشفيات الميدانية وبشكل خاص في مناطق النزوح”.
إرم نيوز