الغارة الجوية الإسرائيلية الأولى على الحوثيين
شن الجيش الإسرائيلي لأول مرة غارة جوية مباشرة ضد المتمردين الحوثيين في اليمن، بعد يوم من قيام الجماعة المسلحة المدعومة من إيران بشن هجوم بطائرة بدون طيار على تل أبيب أسفر عن مقتل شخص واحد.
الهجوم على الحديدة
قال مسؤول حوثي إن مقاتلات إسرائيلية من طراز إف-15 قصفت عدة أهداف في مدينة الحديدة الساحلية التي يسيطر عليها الحوثيون، مما أدى إلى اشتعال النيران في خزانات الوقود وإلحاق أضرار بمحطة توليد الكهرباء بالمدينة.
قادة الحوثيين في حالة تأهب
أضاف مسؤول حوثي آخر أن العديد من قادة الحوثيين اختبأوا في منازل آمنة ومسجد في صنعاء وأغلقوا هواتفهم خوفاً من استهدافهم من قبل إسرائيل. وتعهد الحوثيون بالرد على الغارات الإسرائيلية على الحديدة.
الخسائر البشرية والأضرار
قالت السلطات الصحية إن عدة أشخاص لقوا حتفهم وأصيب أكثر من 80 آخرين. ولم يستجب الجيش الإسرائيلي لطلب التعليق على الخسائر البشرية.
رد إسرائيل على الهجمات الحوثية
ذكرت إسرائيل أنها ردت على مئات الهجمات الحوثية ضدها منذ أكتوبر، بما في ذلك الهجوم الذي وقع في قلب العاصمة التجارية لإسرائيل يوم الجمعة. كانت هذه الضربة بطائرة بدون طيار هي المرة الأولى التي تضرب فيها ميليشيا الحوثي تل أبيب بنجاح بعد تسعة أشهر من الحرب الإسرائيلية المستمرة ضد مقاتلي حماس في غزة، والتي يقول الحوثيون إنهم يحتجون عليها. واعترضت منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية معظم هجمات الحوثيين.
تصريحات المسؤولين الإسرائيليين
قال الأدميرال دانييل هاغاري، كبير المتحدثين باسم الجيش الإسرائيلي، إن هجوم السبت في اليمن، على بعد أكثر من 1000 ميل من إسرائيل، هو أحد أبعد الضربات التي نفذتها القوات الجوية الإسرائيلية. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم السبت بعد الغارات: “منذ بداية الحرب، أوضحت أن إسرائيل ستؤذي أي شخص ألحق بنا الأذى”. وأضاف أن الهجوم الجديد “يوضح لأعدائنا أنه لا يوجد مكان لا تستطيع الذراع الطويلة لدولة إسرائيل الوصول إليه”.
التنسيق مع الولايات المتحدة
قال مسؤولو دفاع إسرائيليون وأمريكيون إنه تم إخطار الولايات المتحدة قبل العملية. وأشار مسؤول دفاعي إسرائيلي إلى أن وزير الدفاع لويد أوستن تحدث مرتين مع نظيره الإسرائيلي حول الأعمال العدائية منذ يوم الجمعة.
الأهداف الاستراتيجية للغارات الجوية
قال مسؤول عسكري إسرائيلي إن الغارات الجوية ركزت على “منشآت مزدوجة الاستخدام” داخل الميناء، الذي وصفه المسؤول بأنه “طريق الإمداد الرئيسي لنقل الأسلحة الإيرانية إلى اليمن”. من شأن عمليات النقل هذه أن تنتهك حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة منذ ما يقرب من عقد من الزمن على الجماعة. وتنفي طهران تسليح الحوثيين على الرغم من وجود أدلة كثيرة تثبت عكس ذلك.
تصريحات الحوثيين حول الهجمات الإسرائيلية
قال المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام إن الجيش الإسرائيلي ضرب أهدافا مدنية، بما في ذلك صهاريج النفط ومحطة لتوليد الكهرباء. ويستخدم الحوثيون الحديدة كقاعدة رئيسية لشن هجمات صاروخية وطائرات مسيرة على السفن التجارية في البحر الأحمر. لكنها تستضيف أيضًا منشآت مدنية، بما في ذلك صوامع الحبوب التي تعتبر بالغة الأهمية لسكان اليمن الذين يعانون من سوء التغذية المزمن.
تحليل الموقف
قال هشام العميسي، المحلل اليمني في المعهد الأوروبي للسلام، وهو مركز أبحاث مقره بروكسل: “إن الضربات هي الأولى وتمثل تصعيدًا كبيرًا”. هاجم الحوثيون الشحن الدولي بالقرب من المياه اليمنية، كما أطلقوا العديد من الطائرات بدون طيار والصواريخ ضد إسرائيل لدعم مقاتلي حماس في قتالهم ضد إسرائيل. كما هاجمت جماعات أخرى مدعومة من إيران في العراق وسوريا ولبنان إسرائيل، مما يهدد بتوسيع نطاق الصراع إلى حرب إقليمية أوسع