عاود مرض شلل الأطفال انتشاره مجددا في صنعاء والمحافظات المجاورة لها، في ظل استمرار مليشيا الحوثي التي تدير وزارة الصحة بعرقلة تنفيذ حملات التطعيم، وانشغالها بمشاريع وهمية مزعومة على شاكلة التحول الرقمي والأتمتة وبرنامج الصحة الإلكتروني.
وفيما تلتزم مليشيا الحوثي التعتيم على انتشار عدد من الأمراض والأوبئة التي يمكن الوقاية منها باللقاحات، كشفت إحصائية دولية حديثة تسجيل 11 إصابة بشلل الأطفال في المحافظات الشمالية الغربية من اليمن خلال الفترة (18-24) يوليو / تموز 2024.
وأوضحت المبادرة العالمية للقضاء على شلل الأطفال في تقريرها الأسبوعي بشأن فيروس شلل الأطفال الجديد، أنه تم الإبلاغ عن 11 حالة إصابة بفيروس شلل الأطفال، رصدت منها 4 حالات في الحديدة، ومثلها في عمران، وحالة واحدة في كل من: البيضاء وتعز وذمار.
وفيما أشار التقرير إلى أن اليمن تصدرت بهذه الحصيلة رأس قائمة الأكثر تسجيلاً لإصابات شلل الأطفال بين البلدان الـ42 الخاضعة للمراقبة من قبل المبادرة العالمية للقضاء على شلل الأطفال، لفت إلى أن إجمالي عدد الحالات المُبلغ عنها في اليمن منذ مطلع العام الجاري وصلت إلى 32 حالة معظمها في المحافظات الشمالية الغربية.
وجاء الانتشار الجديد لفيروس شلل الأطفال المتسبب في إعاقة الأطفال ومنعهم من الحركة وأحياناً الوفاة، بالتزامن مع إعلان القيادي في صفوف مليشيا الحوثي، المعين بمنصب وزير الصحة، طه المتوكل، الاثنين 29 يوليو/ تموز 2024 توجه وزارته نحو ما أسماها الصحة الإلكترونية “من خلال أتمتة كافة الأعمال في الوزارة ومختلف قطاعاتها، وكذا في مختلف المرافق الصحية”.
وزعم المتوكل في فعالية عامة أن ما وصفه بالتحول الرقمي وتدشين ثمانية أنظمة معلوماتية “في قطاعات الوزارة المختلفة تأتي في إطار اللحاق بركب الحداثة والتطوير المؤسسي والارتقاء المعلوماتي والخدمي في كافة المستويات”.
وخلال السنوات الأخيرة عاودت عدد من الأمراض والأوبئة الفيروسية التفشي وخاصة في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي نتيجة انهيار المنظومة الصحية والعراقيل التي تضعها المليشيا أمام حملات التلقيح، وأكدت تقارير أممية ودولية تفشيا متصاعدا للعديد من الأمراض والأوبئة التي يمكن الوقاية منها باللقاحات، بما فيها شلل الأطفال، بسبب استمرار عرقلة تنفيذ حملات التطعيم بمبرر أنها “غير مأمونة”.
وفي تضليل متعمد تعتبر مليشييا الحوثي اللقاحات الوقائية من الأمراض بشكل عام (مؤامرات خارجية)، وفيها إضرار بالأطفال، زاعمة أن المنظمات الدولية التي تقدم هذه اللقاحات كمساعدات إنسانية، إنما تستهدف ما تسميها بـ(الهوية الإيمانية).