عادت ميليشيا الحوثي- ذراع إيران في اليمن، للتلويح بالتصعيد عسكرياً وإعادة إشعال الحرب في اليمن، للحصول على مزيد من المكاسب والامتيازات، في ظل الرضوخ والإذعان الأممي لمطالب هذه الجماعة التي تستفيد من الاتفاقات المبرمة دون الالتزام ببنودها.
وخلال الأيام الماضية، صعدت الميليشيات الحوثية من هجماتها المنسقة ضد مواقع قوات الجيش والمناطق المحررة، في تأكيد صريح على رفضها لدعوات التهدئة وجهود إحلال السلام التي تقودها الأمم المتحدة والأطراف الإقليمية والدولية.
وشهدت جبهات قتالية في محافظتي الضالع وتعز، هجمات حوثية فاشلة ضد عدد من المواقع التي تتمركز فيها قوات الجيش والمقاومة. وتكبدت الميليشيات خلال تلك الهجمات خسائر كبيرة في عناصرها وعتادها العسكري.
وقال متحدث جبهة ومحور الضالع فؤاد قائد جُباري، في بيان مقتضب، إن المليشيات الحوثية تكبدت في تصعيدها الأخير قبل أيام باتجاه قطاع الثوخب خسائر كبيرة، مشيرا إلى سقوط ثلاثة صرعى من عناصر مليشيا الحوثي المغرر بهم وستة جرحى على أيدي القوات المسلحة الجنوبية في اللواء الأول مشاة.
وأضاف، إن المليشيات الحوثية راهنت على معطيات استراتيجية لتحقيق مكاسب ميدانية، وخططت لشن هجوم واسع، لكن القوات الجنوبية كانت لها بالمرصاد، وأوقعتها في فخٍ حصدت فيه الموت والدمار، مضيفا: “لدينا المزيد من عناصر المفاجآت، والقادم أدهى وأعظم”.
كما كشف محور تعز العسكري عن مقتل عناصر حوثية وإصابة عدد آخر إثر إحباط القوات الحكومية المرابطة في منطقة المطار القديم غرب مدينة تعز هجوماً شنته ميليشيا الحوثي في وقت متأخر من ليل الأربعاء، مشيراً إلى أن القوات تمكنت من رصد التحركات الحوثية واستهدافها قبل تنفيذها مخططها.
في السياق السياسي تحاول الميليشيات تزييف الحقائق لتبرير عمليات التصعيد العسكرية التي تشنها عناصرها ضد الجبهات والمناطق المحررة. ووجه القيادي الحوثي البارز، علي القحوم، تهديدات غير مباشرة إلى الأمم المتحدة والسعودية، بالعودة للحرب في حال لم يتم تنفيذ كامل البنود في الاتفاق الأخير الخاص بالجانب الاقتصادي.
وقال القيادي، عبر تصريحات له، إن جماعته لا تزال تنتظر تنفيذ الاتفاق لوقف التصعيد في الملف المصرفي والاقتصادي المبرم أواخر الشهر الماضي؛ مدعياً أن الاتفاق لم ينفذ وأن هذا ليس لمصلحتهم وعليهم حساب ذلك- في إشارة غير مباشرة إلى الأمم المتحدة والسعودية. وأضاف: “عليهم أن يعتبروا مما جرى في سنوات العدوان (الحرب) التسع”، ومن يراهن على غير ذلك فهو خاسر حتما، وخسارته ستكون كبيرة ومشهودة “، حسب قوله.
وادعاءات القيادي الحوثي بعدم تنفيذ الاتفاق الاقتصادي الأخير نسفتها تصريحات سابقة نشرتها حكومة صنعاء، بتأكيد رفع العقوبات من البنك المركزي في عدن عن البنوك الخاضعة لسيطرتهم؛ واستعادة القطاع المصرفي لنشاطه الطبيعي.
وفي 24 يوليو الماضي، أي بعد يوم فقط من الاتفاق المعلن بين الحكومة اليمنية والحوثيين برعاية أممية، نشر موقع وكالة “سبأ” النسخة الحوثية، على لسان مصدر مسؤول مصرفي في صنعاء تأكيداً أن جمعية الاتصالات العالمية بين البنوك “سويفت” أخطرت البنوك الواقعة تحت سيطرتهم بإعادة تفعيل الخدمة.
وفي ذات اليوم، أيضا أعلنت الميليشيات الحوثية عبر إدارة الخطوط الجوية اليمنية الواقعة تحت سيطرتها في صنعاء، استئناف الرحلات الجوية من مطار صنعاء الدولي إلى مطار الملكة علياء ابتداءً من الخميس 25 يوليو بواقع ثلاث رحلات يومية. ولفتت الميليشيات إلى أن الوجهات الخاصة بمصر والهند يتم العمل عليها وسيتم الإعلان عنها قريباً بعد استكمال الترتيبات الفنية للتشغيل.
ويؤكد الكثير من المحللين والمراقبين أن الميليشيات الحوثية تعرضت لضغط كبيرة بسبب القيود والإجراءات المالية والمصرفية التي أصدرها البنك المركزي في العاصمة عدن خلال الأشهر الماضية. وتسببت تلك القرارات بتضييق الخناق على مواردهم المالية التي استغلوها لتغذية حربهم وإثراء قياداتهم، الأمر الذي دفعهم إلى التلويح بإعادة إشعال الحرب لإسقاط تلك الإجراءات الاقتصادية، وهو ما تم لاحقاً بتسهيل ودعم أممي كبير.
وأشار المراقبون إلى أن ذات الحيلة تستخدمها الميليشيات الحوثية اليوم من أجل الحصول على مكاسب وامتيازات جديدة، من خلال إيهام الأمم المتحدة وتهديدها وتهديد السعودية بعودة العمليات العسكرية وإشعال فتيل الحرب، للحصول على مكاسب وامتيازات إضافية تخدم مصالحها وأجندتها،