هل المرحلة القادمة في التعامل مع الحوثي مرحلة اجتثاث ام مرحلة كسر قامة ؟
من اشهر مقولات كيسنجر قوله: “معاداة اميركا مؤذية لكن الاعتماد عليها قاتل”
فتصنيف الحوثي منظمة إرهابية وإدراج قيادات منها مثل فليته والعجري وغيرهم ضمن القوائم الإرهابية يشكل تطورًا يضيق الخناق على الجماعة سياسيًا ودبلوماسيًا وقد يلغي وساطة سلطنة عمان التي يقيم الوفد التفاوضي الحوثي فيها ويحول دون مشاركة الحوثيين في أي حوار دولي دون مواجهة تبعات قانونية ويفتح المجال أمام مزيد من العقوبات والقيود المالية مما يعمّق عزلتهم.
وفي مسار موازي ستتم متابعة الكيانات المالية السرية التي منتشرة محليا واقليميا ودوليا كالاخطبوط مرتبط بشبكات حزب الله والمنظمات الشيعية المماثلة وكشف الطرق التي تعتمدها الجماعة في بناء منظومتها المالية السرية التي بالتاكيد مرتبطة بشكل او باخر بالاخطبوط الإيراني ومليشياته التي ابتكرت وسائل تلتف بها على العقوبات والتي تهدف الى تقويض الاقتصاد الرسمي للدولة مستغلة الفساد المستشري في ادارات الشرعية او كما وصفها وزير التعليم العالي ب”الادارة بشيوخ الحارات”!! وتعمل في مجالات حيوية مثل الصرافة وهي ابرز مجالاتهم والتجارة والاستيراد والتصدير والعقارات والطاقة وقطاع الادوية والسيطرة على الموانى والمنافذ الجمركية…الخ
سينعكس التصنيف على الجانب العسكري وسيكون الجنوب جزء مهما من المواجهات لكن يظل السؤال هل امريكا بصدد اجتثاث الحوثي ام بصدد كسر قامة ؟
التصنيف في الحالتين قد يمنح القضية الجنوبية حضورا دولياً واقليميا بل سيمنحها ذلك الحضور فرصة الى زيادة الاعتراف دوليا بها لتعزيز موقعها فدخول الانتقالي في الشراكة كان اعتراف بقضيته ودخوله في حرب سواء اجتثاث ام كسر قامة للحوثي لابد ان يكون له ثمن فالحالة الجنوبية ليست مثل حرب 2015 التي كان الجنوب فيها سلاح مقاتلا بدون حامل سياسي يشترط شروطه فحُسِب نصره للشرعية ، لكن هذه الشراكة لو تمت فيجب ان لا يشارك الجنوب الا بشروطه الوطنية ونجاح ذلك يعتمد على قدرة القيادة في توظيف العوامل السياسية والعسكرية الذي سيفرزها التصنيف بذكاء في إطار استراتيجية سياسية وعسكرية متكاملة لصالح الجنوب وقضيته
8مارس 2025م