في تصعيد مثير للقلق، شنت المليشيا الحوثية حملة اعتقالات واسعة النطاق استهدفت الباعة المتجولين وصغار الباعة في محافظة صعدة شمالي اليمن، وذلك عقب غارة جوية أمريكية استهدفت قيادياً حوثياً بارزاً مساء السبت.
وأفادت مصادر أمنية محلية لـ “المشهد اليمني” بأن عناصر الحوثيين نفذوا عمليات دهم واعتقال طالت عشرات الباعة المتجولين وأصحاب البسطات الصغيرة في مختلف مديريات صعدة.
وكشفت المصادر أن معظم المعتقلين ينحدرون من محافظات ريمة وتعز وإب، مشيرة إلى أن التهمة الموجهة إليهم هي “التخابر مع أمريكا وإسرائيل”.
تأتي هذه الحملة في ظل تصاعد ملحوظ للضربات الأمريكية التي تستهدف مواقع تابعة للحوثيين في اليمن، الأمر الذي يثير مخاوف من ردود فعل انتقامية تستهدف المدنيين.
وأكدت المصادر أن هذه ليست الواقعة الأولى من نوعها، حيث سبقتها حملة مماثلة قبل يومين فقط في محافظة عمران المجاورة، طالت أيضاً العشرات من الباعة المتجولين تحت نفس الذريعة.
وبحسب شهادات محلية، فإن الحملات الحوثية تركز بشكل خاص على الباعة المتجولين الذين ينتمون إلى مناطق ذات غالبية سنية، وهو ما يثير اتهامات للعناصر الحوثية بممارسة “عنصرية وتخوين” ممنهج ضد السكان الذين لا يتماهون مع أيديولوجيتهم. ويرى مراقبون أن هذه الاعتقالات التعسفية تهدف إلى بث الرعب في أوساط المجتمع المحلي وقمع أي معارضة محتملة، فضلاً عن محاولة إيجاد كبش فداء للغارات الأمريكية المتزايدة.
وتثير هذه التطورات مخاوف متزايدة بشأن الوضع الإنساني وحقوق الإنسان في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، حيث يعاني المدنيون من وطأة الصراع وتداعياته، بالإضافة إلى حملات الاعتقال التي تطال فئات مجتمعية ضعيفة مثل الباعة المتجولين.