تمادي الحوثي في إرهابه ولا سيما استهدافه للموانئ الجنوبية النفطية التي اصبح معتادا، هو رسالة استهانة واضحة بكل البيانات والمواقف التي صدرت عن المجتمع الدولي والتي عبرت عن إدانتها لهذه الممارسات الإرهابية، هذه الاستهانة تترجم بشكل واضح التحذير الذي أطلقه المجلس الانتقالي منذ فترة طويلة، عندما نبّه بأن المليشيات الحوثية تركز في إرهابها الفتاك في استهداف السفن والموانئ النفطية، وهو ما جرى بالفعل وبوتيرة ضخمة ومتسارعة.
التطور اللافت في خضم هذا الإرهاب أن قوى الإرهاب تتعامل مع نفط الجنوب على أنه إقطاعية خاصة بها، بمعنى أنها تمنح نفسها حق السطو عليه، وإطلاق يد الإرهاب ضد أي تحرك لا يتبع المليشيات، في ترسيخ واضح لمفهوم المحتل الذي يسطو على الثروة، هذا الإرهاب الحوثي المسعور يُبعث كرسالة واضحة إلى المجتمع الدولي، الذي أظهر قدرا كبيرا من التساهل إزاء إرهاب المليشيات.
المليشيات الحوثية من خلال هذه الاعتداءات تكون قد تجاوزت كل الخطوط الحمر، ومن ثم فإن توسعها في هذا الإجرام سيقوض أي فرصة لتحقيق الاستقرار، ليس فقط على الصعيد المحلي لكن أيضا على المستويين الإقليمي وأيضا الدولي.