اندلع حريق هائل، الخميس، في مخازن تابعة لبرنامج الغذاء العالمي بمدينة مأرب، مخلفًا أضرارًا كبيرة في المواد الإغاثية وسط غموض يلف أسباب الحريق وتكتم رسمي من الجهات المحلية والدولية.
ونقلت مصادر محلية: أن ألسنة اللهب تصاعدت من مخازن التوزيع الواقعة في الجهة الجنوبية من المدينة، على الطريق المؤدي إلى سوق بن عبود، حيث شوهدت سحب كثيفة من الدخان الأسود تغطي سماء المنطقة لساعات، وسط محاولات مستمرة من الدفاع المدني لإخماد الحريق.
وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو وصورًا تظهر حجم الدمار الناجم عن الحريق، فيما أشار شهود عيان إلى أن النيران التهمت كميات كبيرة من المواد الغذائية والتموينية المخصصة للمحتاجين ضمن برنامج المساعدات الإنسانية الممول من الأمم المتحدة.
ولم تصدر الجهات الرسمية في مأرب أو برنامج الغذاء العالمي أي بيان توضيحي حول ملابسات الحريق أو حجم الخسائر، ما أثار موجة من التساؤلات والتكهنات في الأوساط الشعبية والإعلامية.
ونقلت مصادر محلية عن جهات مطلعة ترجيحها أن يكون الحريق “مفتعلًا”، مشيرة إلى شبهات فساد تحوم حول آلية توزيع المساعدات الإنسانية وعلاقة بعض القيادات المحلية بملف الإغاثة في المحافظة، التي تشهد نفوذًا واسعًا لتنظيم الإخوان.
وأضافت المصادر أن الحريق قد يكون مرتبطًا بمحاولة طمس أو التخلص من مواد منتهية الصلاحية، في ظل تقارير متكررة عن اختلالات في إدارة المساعدات الإغاثية في المدينة.
ويأتي هذا الحريق في وقت تعاني فيه آلاف الأسر النازحة في مأرب من ظروف إنسانية قاسية، وتُعد المدينة إحدى أبرز مناطق استقبال النازحين داخليًا منذ بدء الحرب في البلاد، ما يضفي أبعادًا إنسانية خطيرة على الحادثة.
ودعا ناشطون ومنظمات محلية إلى فتح تحقيق شفاف ومستقل لكشف ملابسات الحريق، وتحديد المسؤولين عنه، وضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث التي تهدد شريان الإغاثة الوحيد لآلاف الأسر المحتاجة.