فجّرت المواجهات في محافظة المهرة، التي اندلعت عقب ضبط شيخ قبلي موالٍ لمليشيا الحوثي بمنفذ حدودي، الجدلَ والمخاوفَ من حجم التغلغل والاختراق الذي باتت تملكه المليشيا داخل المحافظة، عقب سنوات من التقارير والتحذيرات حول ذلك.
وقد قُتل العقيد عبدالله زايد، قائد كتيبة الدبابات باللواء 137 مشاة، وأُصيب جنديان صباح الثلاثاء بكمين مسلّح في منطقة دمقوت، نصبه مسلحون لقوة عسكرية تحركت من مدينة الغيضة باتجاه منفذ صرفيت الحدودي مع سلطنة عُمان.
وتحرّكت القوة العسكرية التابعة لمحور الغيضة لتسلّم الشيخ القبلي الموالي لمليشيا الحوثي، محمد أحمد علي الزايدي، الذي تم إيقافه من قِبل سلطات المنفذ مساء الاثنين، أثناء محاولته العبور إلى سلطنة عمان. وقد جرى إيقافه “نظرًا لورود اسمه ضمن قوائم المطلوبين”، بحسب بيان اللجنة الأمنية بالمحافظة.
وأكدت مصادر محلية أن قوات الأمن والجيش فشلت حتى مساء الثلاثاء في الوصول إلى المنفذ وتسلم الزايدي، بسبب قطع الطريق الدولي من قِبل المسلحين، وهو ما أقر به بيان اللجنة الأمنية، الذي قال إن “العناصر المسلحة لا تزال متمترسة في الجبال المحيطة بالطريق”، وإن القوات الأمنية والعسكرية تواصل تعقّبهم.
وبحسب المصادر، فإن هذه العناصر المسلحة ترفض عملية نقل الزايدي إلى الغيضة، وتطالب السلطات بالإفراج عنه والسماح له بمواصلة طريقه نحو عُمان، وسط اتهامات داخل المحافظة بأن المسلحين يتبعون ما تُسمّى بـ”لجنة الاعتصام السلمي” التي يقودها علي الحريزي.
>> إقالة “بلحاف” .. سلطة المهرة ترضخ لضغوط أدوات عُمان وإيران
وهو ما يؤكده القيادي المنشق عن اللجنة، الشيخ أحمد بلحاف، الذي شكى من عدم وجود حزم وحسم من قبل اللجنة الأمنية وقيادة السلطة المحلية بالمهرة، تجاه المسلحين الذين قال إنهم يعيقون منذ فجر الثلاثاء تقدُّم أي قوة إلى منفذ صرفيت لاستلام الزايدي.
وكشف بلحاف عن وجود مفاوضات تقودها شخصيات بالمحافظة مع الزايدي، لافتًا إلى أنها عرضت عليه خيار أن يذهب معهم ضمن قوة من الأمن، وليس مع قوات الجيش إلى الغيضة، على أن يلتزم المسلحون بالانسحاب وعدم الاعتراض أو الاشتباك مع القوة التي ستنقله.
وعبّر في حديثه لـ”نيوزيمن” عن سخطه من هذه المفاوضات، مؤكدًا أنها تُعدّ “فرصة لشرعنة مليشيات الحوثي بالمهرة، التي تقودها جماعة الاعتصام الحوثية المدعومة من مسقط”، حسب قوله.
>> “حوثنة” المهرة دعم إيراني عماني.. قيادي مُنشق يحذر من لجنة “الحريزي”
وأعاد بلحاف التذكير بحديثه عن دور ما تُسمّى بـ”لجنة الاعتصام”، التي يقودها علي الحريزي، وقيامها بإنشاء معسكرات مسلّحة في صحراء المهرة، تضم شبابًا من أبناء المحافظة ومن محافظات أخرى، تديرها وتشرف عليها قيادات من مليشيا الحوثي الإرهابية.
وأكد أن ما شهدته مديرية حوف، الثلاثاء، يثبت حقيقة خطورة الوضع في المهرة، و”ما يحصل فيها من اختراق وإنشاء معسكرات، واستحواذ على مواقع وطرق، وتهريب قيادات حوثية وأسلحة وأموال عبر المهرة”، حسب قوله.
ولفت إلى أن ذلك “نتيجة لعدم تحرّك حقيقي للسلطات الرسمية لإيقاف مخططات مليشيات جماعة الحوثي الإرهابية، المدعومة من مسقط وطهران، في المهرة، البوابة الشرقية للوطن”