يواصل مشروع سد حسان الاستراتيجي في مديرية خنفر بمحافظة أبين تحقيق تقدم ملموس، حيث بلغت نسبة الإنجاز 62% من المرحلة الأولى، ضمن مشروع تنموي ضخم يمثّل ركيزة أساسية لإحياء الزراعة واستقرار الموارد المائية في دلتا أبين والمناطق المحيطة، بتمويل سخي من صندوق أبوظبي للتنمية.
وأكدت المهندسون القائمون على المشروع أن الأعمال في المشروع تسير بوتيرة جيدة، رغم التحديات الفنية واللوجستية، مشيرة إلى أن نسبة الإنجاز المحققة تعكس جدية الجهود المبذولة من الجهات المنفذة والمشرفة على المشروع.
وتفقد نائب رئيس مجلس النواب محمد الشدادي، ومحافظ أبين اللواء الركن أبوبكر حسين، سير العمل في المشروع، واطلعا على مستوى التقدم المحرز في مختلف مكونات السد والمنشآت المرافقة له.
واستمع الشدادي ومحافظ أبين من المهندس محمود عوهج، رئيس الشركة الكندية المنفذة للمشروع (OM)، إلى شرح مفصل حول سير الأعمال الفنية والهندسية، التي تستهدف تخزين أكثر من 19.5 مليون متر مكعب من مياه الأمطار، والاستفادة منها في تغذية الأحواض الجوفية، وتأمين مصدر ري مستدام لما يزيد عن 15 ألف فدان من الأراضي الزراعية في دلتا أبين والمناطق المجاورة.
كما تم عرض تفاصيل المرحلة الثانية من المشروع، التي تشمل إنشاء أربعة سدود تحويلية، وشق قنوات ري بطول 60 كيلومترًا، بما يعود بالفائدة المباشرة على مزارعي وادي حسان.
وأعرب الشدادي واللواء أبوبكر حسين عن تقديرهما للجهود الكبيرة التي تبذلها الشركة المنفذة، وحرصها على الالتزام بالمعايير الفنية والجداول الزمنية للمشروع، مشيدين في الوقت ذاته بالدور المحوري الذي تلعبه دولة الإمارات العربية المتحدة، وقيادتها ممثلةً بصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في تمويل وتنفيذ هذا المشروع الاستراتيجي الهام.
وتتضمن المرحلة الأولى من المشروع مجموعة من الأعمال الإنشائية الأساسية، أبرزها: حاجز خرساني بطول 422 مترًا، وعرض 60 مترًا، وإنشاء أربعة حواجز ترابية جانبية بطول إجمالي يتجاوز 2 كيلومتر طولي، وتنفيذ أعمال حماية لمزارع المواطنين المجاورة، بطول 1.4 كيلومتر، وإنشاء طريق إسفلتي بطول 8 كيلومترات يسهل الوصول إلى السد والمنشآت المرتبطة به.
وسيُسهم المشروع عند اكتماله في تنظيم مياه السيول وتخزينها، بما يضمن استدامة الموارد المائية، ويخفف من خطر الفيضانات التي طالما أضرت بالمزارعين في دلتا أبين.
كما أثنى الشدادي والمحافظ على دور السكان المحليين والمزارعين في التعاون مع الفرق الهندسية، إلى جانب الوحدة الأمنية التابعة لقوات العمالقة المكلّفة بحماية المشروع، لما بذلوه من جهود في تأمين بيئة العمل، وضمان استمرارية التنفيذ في ظل ظروف معقدة.
ويجري تنفيذ المشروع بدعم مباشر من صندوق أبوظبي للتنمية، بتكلفة إجمالية تقدر بـ 78 مليون دولار أمريكي، ويُعد من أبرز المشاريع الاستراتيجية الممولة إماراتيًا في اليمن، لما له من تأثير مباشر على حياة السكان وواقع الزراعة والأمن المائي في المنطقة.
ويُعد سد حسان أحد أكبر السدود المائية في اليمن، ويقع في منطقة دلتا أبين، ويهدف إلى حجز مياه الأمطار والسيول، والاستفادة منها في تغذية المياه الجوفية، وتحسين الري الزراعي، بالإضافة إلى الحد من أخطار الفيضانات، ودعم جهود التنمية الزراعية والاقتصادية في المحافظة.
ويمتد السد على مساحة واسعة، ويتضمن إلى جانب الحاجز الرئيسي، عددًا من المكونات الإنشائية كالقنوات التحويلية، والبوابات، والمنشآت الميكانيكية والهيدروليكية، التي تسهم في تنظيم تدفق المياه وإدارتها بكفاءة عالية.
ويُعوّل على المشروع في إعادة إحياء القطاع الزراعي في دلتا أبين، وهو من أهم المناطق الزراعية في جنوب اليمن، حيث سيسهم السد في استقرار تدفّق المياه على مدار العام، وبالتالي رفع إنتاجية الأراضي الزراعية، وتحقيق الأمن الغذائي، وتحسين معيشة آلاف الأسر المعتمدة على الزراعة كمصدر دخل رئيسي.
كما يُعد المشروع جزءًا من رؤية أوسع لتطوير البنية التحتية للمياه في اليمن، وتحقيق الاستخدام المستدام للموارد الطبيعية، لا سيما في ظل التغيّرات المناخية وشحّ الأمطار في السنوات الأخيرة.