حرب تجويع جديدة تشنها مليشيات الحوثي على اليمنيين عبر منع دخول شحنات “الدقيق” إلى مناطق سيطرتها وسط مخاوف من جريمة حرب جراء الأزمة الإنسانية.
وتستغل مليشيات الحوثي نحو 7 منافذ جمركية شيدتها منذ العام 2017 لتشطير البلاد في احتجاز شاحنات نقل “الدقيق” القادمة من العاصمة عدن إلى مناطق سيطرتها شمالي البلد لا سيما محافظة تعز المحاصرة.
وتلجأ مليشيات الحوثي الإرهابية إلى فرض عراقيل أمام عبور شحنات الغذاء والسلع من المنافذ الخاضعة لسيطرتها كلما أرادت مضاعفة رسوم الجبابات التي تسميها جمارك على كل الشحنات الداخلة عبر المنافذ التشطيرية التي شيدتها كنقاط نهب وجباية باسم رسوم الجمارك.
وخلال الأعوام الماضية مررت المليشيات جبايات إضافية على السلع والغذاء والأدوية من خلال منع العبور من نقاط التماس مع المناطق المحررة لكي تخضع القطاع الخاص لهذه الزيادات الجديدة في رسوم الجباية.
أحدث الجرائم
وقال تجار يمنيون لـ”العين الإخبارية”، إن الحوثيين عمدوا منذ مطلع مارس/آذار الماضي لاحتجاز مئات الشاحنات التي تقل مادة الدقيق عبر منافذها الجمركية منها “نهم” و”عفار” و”الراهدة”، وذلك رغم دفعها للجبايات المفروضة.
وأوضحوا أن مليشيات الحوثي تحتجز في منفذ “الراهدة” الجمركي أكثر من 180 شحنة دقيق غالبيتها تتبع تجارا ينتمون إلى محافظة تعز لا سيما شاحنات تقل “دقيق السنابل” التابع لشركات هائل سعيد أنعم أكبر المجموعات التجارية باليمن.
وأشاروا إلى أن الدقيق بات عرضة للتلف والتسوس، نتيجة بقائه تحت حرارة الشمس والأمطار، لافتين إلى أن مليشيات الحوثي ترفض السماح للشاحنات بالعبور أو العودة إلى عدن.
وذكر التجار أنهم أبلغوا قيادات مليشيات الحوثي في المنافذ الجمركية منها تعز وصنعاء، إلا أن قيادات المليشيات رفضت الإفصاح عن أي أسباب كجزء من حربها لتجويع اليمنيين.
إدانات واسعة
احتجاز مليشيات الحوثي لشحنات الدقيق لاقى إدانات واسعة، حيث اعتبرته الحكومة اليمنية “جريمة حرب، لأن مليشيات الحوثي تستخدم سياسة التجويع لمواجهة المدنيين المحاصرين في مدينة تعز خاصة المناطق الخاضعة لسيطرتها عامة”.
وقالت وزارة الصناعة والتجارة في بيان، إن “ما تقوم به المليشيات بمنع مرور شاحنات الغذاء إلى المحافظات الخاضعة لسيطرتها يُعد جريمة حرب ضد الإنسانية، يتوجب على المجتمع الدولي التدخل والضغط على الحوثيين، كونها تستخدم الغذاء كسلاح وعقاب ضد أبناء الشعب اليمني”.
وأضافت “نتابع ما يتعرض له المواطنون في مناطق سيطرة الحوثيين من انتهاك صارخ يهدد حياة الملايين دون مراعاة لقدسية الشهر الفضيل، في ضوء ما تقوم به المليشيا الإرهابية من احتجاز لمئات الشاحنات المحملة بالدقيق والتي كان آخرها احتجاز 180 شاحنة منذ قرابة الشهر في منطقة الراهدة المدخل الجنوبي لمحافظة تعز، والتي حولتها المليشيا إلى نقطة جباية جديدة غير شرعية لنهب أموال التجار ورفع أسعار السلع الغذائية على المواطنين”.
ودعا البيان “المنظمات الدولية العاملة في اليمن إلى الالتفات لهذه الممارسات غير الإنسانية ورصدها وإطلاع المجتمع الدولي عليها للقيام بدوره في منع مفاقمة الأوضاع الإنسانية المتدهورة”.
واعتبر البيان “النهج اللاأخلاقي الذي تتبعه مليشيا الحوثي في عدوانها على الشعب اليمني أنه يوضح الطبيعة الإجرامية لهذه المليشيا، ورفضها لدعوات السلام والجهود التي تبذل لتحقيق تسوية سياسية في اليمن”.
عواقب وخيمة
ويُنذر منع مليشيات الحوثي للدقيق بكارثة لا تعي المليشيات تداعياتها، إذ يأتي هذا الحصار والمنع بعد طيش التصرفات من قبل المليشيا لنسف النظام المالي المصرفي الذي تقوم عليه جميع المعاملات التجارية الداخلية والخارجية، وهذا ينم عن حقد وغياب للمسؤولية وعدم تقدير العواقب”، وفقا للبيان.
يشار إلى أن منافذ الجمارك الذي شيدتها مليشيات الحوثي وتحتجز فيها شحنات الدقيق تدر لها عائدات تُقدر بـ100 مليار ريال يمني سنوياً، وفقاً لتقارير يمنية.
وساهمت المنافذ التابعة للمليشيات الحوثية تحت اسم جمارك أو ضرائب في تقسيم اليمن وتشظيها على حساب معيشة ملايين المواطنين القابعين في مناطق سيطرة الانقلاب المدعوم إيرانيا