أكدت دولة الإمارات العربية المتحدة أن الحوار هو السبيل الوحيد للتسوية السياسية وكَفيل بتحقيق مُستقبلٍ مُشرق لليمنيين كافّة وأن النَّهج العدائي ومنطق الاستقواء بالسلاح لا يصُبّان في مصلحة المدنيين، مشيرةً إلى أن الوقف الدائم لإطلاق النار قاعدة أساسية لنجاح العملية السياسية، داعيةً جماعة الحوثي للاستفادة من الفُرصة والتفاعُل بإيجابية مع مُتَطَلبات السلام.
وقالت الإمارات في بيان أمام مجلس الأمن ألقته معالي السفيرة لانا زكي نسيبة، المندوبة الدائمة للدولة لدى الأمم المتحدة أمس: «لقد شَهِدَت الأسابيع الَقليلة الماضية جُهوداً مُكَثَّفة لتَهْيئَة الظُروف المُناسِبة لِاستئناف عملية سياسية شامِلة يملِكُها ويقودُها اليمنيون وبرعاية الأمم المتحدة. وتَمَّ بالفعل تنفيذُ عَدَدٍ من الخُطُوات المُرحَّب بها، مِثلَ تبادُل الأسرى والحِفاظ على التهدِئة التي بدأَت قبلَ أكثر من عام.
ولكنَّنا نَتَطلَّع إلى اتخاذ المَزيد من إجراءات بِناء الثقة على أنْ يصاحِبها وَقْفٌ دائم لإطلاق النار باعتبارِهِ القاعدة الأساسية لِنَجاح العملية السياسية».
وأشاد البيان بالدَوْر المِحوَري الذي تلعَبُهُ المملكة العربية السعودية لحل الصِراع في اليمن، من خِلال مُبادراتِها وجهودِها الدبلوماسية وتَواصُلِها مع جميع الأطراف اليمنية لتحقيق حلٍ سياسي شامل يُلَبّي تَطَلُّعات الشعب اليمني.
كما رحب في هذا الصَدد، بزيارة وَفْدَي المملكة وسَلطَنَة عُمان إلى اليمن مُؤخراً، والتي أقَرَّ مجلس الأمن بأَنَّها تُشكل خُطُواتٍ قَيِّمة تِجاه إجراء مُحادَثاتٍ سياسية يمنية – يمنية.
كما أشاد بالمُرونة والانخِراط البَنّاء لِمجلِس القيادة الرِئاسي اليمني في العملية السياسية، مثمناً مَساعي المبعوث الخاص للأمم المتحدة هانس جروندبرج للبِناء على الزَّخَم الحالي وكذلك الدور الهام للأمم المتحدة خلال العام الماضي، الذي شَهِدَ انخِفاضاً مَلحوظاً في الأَعمال العِدائية.
ودعا البيان جماعة الحوثي للاستِفادة من الفُرصة السانِحة والتفاعُل بإيجابية مع مُتَطَلبات السلام، معتبراً أن أي مُحاوَلات للمُمَاطَلة لن ينجُم عنها سِوى إطالة مُعاناة الشعب اليمني. وقال: «لقد باتَ واضحاً أنَّ الحِوار يَظَل السَّبيل الوَحيد للتوصُّل إلى تسوية سياسية، أما النَّهج العِدائي ومنطق الاِستقواء بالسلاح، فهما غَير مقبولَيْن ولا يَصُبّان في مَصلَحَة اليمنيين».
ومع استمرار المُناقَشات وجُهود الوِساطة، أكد البيان أهمية عدم إغفال الأَزَمَة الإنسانية الحادّة والأوضاع الاقتصادية الصعبة في اليمن، والتي تستَوجِب ضَمان إيصال المُساعدات لِكافة المُحتاجين ودَعْم الاقتصاد وفَتْح الطُرُق الرئيسية. ونوه إلى أنَّ تحسين هذه الأوضاع على نَحوٍ مَلموس ومُسَتدام يَتَطَلَّب إنهاء الصِراع.
وأكد على ضَرورة إزالَة القُيود التي تفرِضُها جماعة الحوثي على عَمَل المُنَظمات الإنسانية، وخاصةً تِلكَ التي تستهدِف النساء العامِلات فيها، والتي تَحِد من مشاركَة المرأة في الحياة العامة وتُعَرقِل وصول المساعدات للنِساء والفَتيات. كما أكد على ضَرورة توفير حياةٍ آمنة وطبيعية للأطفال اليمنيين وضَمان حصولِهِم على تعليمٍ جَيّد يُعِدُّهُم للمشارَكَة في بِناء اليمن، بَدَلاً من جَرِّهِم إلى المراكز والمُخَيَّمات الصيفية التي وَظَّفَها الحوثيون إلى جانب المَناهِج الدراسية لِنَشر أفكارِهم المُتَطَرِّفة.
وفي ختام البيان، أكدت الإمارات وجود فرصة سانحة لِإحداثِ تقدُّمٍ فِعلي نحوَ إنهاء الأزَمة اليمنية، رَغْمَ حَساسية المرحلة، مِما يَقْتَضي أنْ تكون الرسائِل مُوَحَّدة ومُوَجَّهة نحوَ وَضع مَصلَحة الشعب اليمني أولاً، وإدراك أنَّ الحلَّ السياسي هو الكَفيل بتحقيق مُستقبلٍ مُشرق لليمنيين كافّة.