تفجر النقاشات عن الوحدة، ليست وحدوية، بل مجرد عويل على الأطلال.
من حق الناس هذا البكاء، فوطنهم ممزق مرهق مريض وكل ما يفعلونه الآن هو البكاء ليس إلا..
بكاء لن ينبني عليه شيء.
الأوطان ليست مجرد أشواق، بل أنظمة على الأرض، وطالما لا وجود لأنظمة تتطابق وأشواق الناس، فإن النقاش العام مجرد وجع مدلوق يبقى مدة ثم يجف وينتهي.
خسرنا بلادنا وسقطت الدولة التي لليوم يقولون إنها لم تكن موجودة.
ما تدري، إذاً، على ماذا يبكون طالما وهو ما كان معنا دولة ونظام.
خلاصة القول، لن يقبل بكم الحوثي مهما قلتم وفعلتم.. ولا أنتم ستقبلون به، وطناً.
الحوثي فصل وطنكم عنكم، وانتهت الحكاية.. خياركم هو أن تطهروا وطنكم من سلطة الحوثي وبعدها تتحدثون باسم هذا الوطن.
لا قيمة لرأي مواطن شمالي عن الجنوب، وهو عاجز عن الاتكاء على جدار بيته في ذلك الشمال المنهوب.
لا تظنوا أنكم قادرون على تقبل الحوثي والقتال معه، لن تستطيعوا القتال مع عدو تدركون من أعماقكم أنه عدوكم الشخصي والوطني والديني.
ادركوا واقعكم.. اجرفوا الزيف الذي يمنعكم من الوجع.. سقوط الأوطان وجع كبير يستحق أن نعانيه ونبكيه ونئن به ومنه.
حولوا وجعكم على بلادكم غضباً على الحوثي وحده، وما لم تفعلوا فإنكم تخونون هذه البلاد وتدفنون مشاعركم الوطنية للأبد.
وإن فعلتم، فستدركون أن الجميع معكم وأولهم الجنوب، سيكونون سندكم لاستعادة بلادكم وإصلاح الضرر الموجع الذي اقترفناه جميعنا بحق هذا الشمال المهان والمشتت اليوم.