على لسان وزير إعلامها، وصفت الحكومة الشرعية المناورة التي نفذتها مليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران مؤخراً في مديرية صرواح بمحافظة مأرب، بأنها تصعيد خطير يهدد بعودة الحرب ونسف فرص السلام.
وعرضت مليشيات الحوثي، الاثنين، صوراً ومقاطع فيديو لما قالت بأنها مناورة عسكرية نفذتها في صرواح محافظة مأرب بالتزامن مع احتفالاتها المذهبية بما يسمى “يوم الولاية”، شاركت فيها وحدات من المشاة والآليات والقناصة والمدفعية ووحدة ضد الدروع والطيران المسير وطيران حربي، بحسب إعلام الجماعة.
وعقب ساعات من ذلك، استهدفت المليشيات، الثلاثاء، منطقة المشجح بمحيط مدينة مأرب بصاروخين باليستيين سقطا في مكان خالٍ بالقرب من المخيمات المكتظة بالنازحين، دون وقوع ضحايا، كما أعلنت قوات الجيش إسقاط طائرتين مسيرتين لميليشيا الحوثي أثناء تحليقهما فوق مواقع بجبهة المشجح.
ويوم الاثنين، أعرب المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ، خلال إحاطته لمجلس الأمن الدولي، عن قلقه من التحركات العسكرية للحوثيين حول مدينة مأرب، بالإضافة إلى الاستعراض الذي قامت به جماعة الحوثي للمئات من عناصر المليشيات في إب مؤخرًا.
وخلال الأسابيع الماضية، تحدثت تقارير إعلامية عن تحشيد مليشيات الحوثي لجبهاتها حول مدينة مأرب وتعزيزها بالمقاتلين وبالعتاد العسكري المتوسط والثقيل، ونصب منصات إطلاق صواريخ في هذه الجبهات.
وتثير هذه التحركات من قبل جماعة الحوثي، المخاوف من وجود نية لدى الجماعة لاستئناف معركتها للسيطرة على مدينة مأرب وحقول النفط والغاز في منطقة صافر والتي توقفت عقب الهزيمة العسكرية القاسية التي تلقتها على يد قوات العمالقة الجنوبية مطلع عام 2022م، بطردها من مديريات بيحان الثلاث غرب شبوة، بالإضافة إلى مديرية حريب جنوبي مأرب.
وأطلقت مليشيات الحوثي منتصف 2020م معركة شاملة للسيطرة على مأرب عقب الانهيارات المفاجئة لجبهات الشرعية في كل من نهم غربي صنعاء والجوف والبيضاء، لتصل المليشيات أواخر عام 2021م إلى مشارف المدينة بسيطرتها على أجزاء من سلسلة جبال البلق التي تعد آخر خط دفاع للمدينة بعد معارك عنيفة خاضتها ضد قبائل المحافظة وما تبقى من قوات الشرعية.
هذه المعارك التي أسندت بغطاء جوي كثيف من قبل طيران التحالف كبدت مليشيات الحوثي خسائر فادحة في صفوف عناصرها، حيث أقر حينها أحد قيادات المليشيات في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية بمقتل 15 ألفا من عناصر المليشيات في هذه المعارك.
الاستنزاف الكبير الذي تعرضت له المليشيات مثل إلى جانب الهزيمة العسكرية على يد قوات العمالقة، السبب الرئيسي وراء رضوخ جماعة الحوثي لدعوات التهدئة وإعلانها في أبريل من العام الماضي، وهو ما يطرح اليوم تساؤلاً هاماً حول جدية الجماعة في استئناف معركتها في مأرب وقدرتها على خوض معارك استنزاف جديدة، لعدة أسباب وعوامل عسكرية وسياسية.
فعسكرياً تدرك الجماعة أن استئناف المعركة في مأرب انطلاقاً من آخر موطئ قدم لها وهي جبال البلق، يضعها أمام خيارات صعبة على الأرض، إما بالتقدم نحو مدينة مأرب وخوض معركة صعبة لاقتحامها، أو بالتوجه عبر الصحراء نحو حقول صافر النفطية والتي لا تبعد أكثر من 50كم من جبال البلق.
لكن جماعة الحوثي تخشى من أن تفجيرها للحرب في مأرب سيجبر التحالف وتحديداً السعودية على عودة تدخلها في الحرب من خلال الطيران، لمنع سقوط مارب وحقولها النفطية بيد الجماعة، وهو ما سيمثل انتحاراً لأي هجوم لمليشيات الحوثي نحو صافر عبر الصحراء، بعد أن يصبح عناصرها صيداً سهلاً لطيران التحالف.