أثار اعتداء مجموعة من الأتراك على مواطن يمني ونجله في مدينة إسطنبول، حالة من الاستياء والاستهجان لدى النشطاء والسياسيين الذين اعتبروا الحادثة امتدادا لحوادث تعرض لها السوريون، في حين ذهب نشطاء وقيادات إخوانية إلى إدانة الحادثة على استحياء، وفي المقابل التودد لسلطة أردوغان.
الحادثة، بحسب صحفيين يمنيين، وقعت في منطقة كريستال شاهير بمدينة اسطنبول على خلفية شجار بين الأطفال، وذلك بعد أقل من يومين على مقتل مواطن سوري على يد مجموعة أتراك في مكان عمله بمنطقة اسنيورت بطريقة وحشية أيضاً.
السفارة اليمنية في أنقرة أصدرت بياناً حول الحادث وصفه صحفيون بـ”المخيب”، في حين لم تتحرك الجالية التي تخضع لسيطرة حزب الإصلاح، الفرع المحلي لتنظيم الإخوان، من أجل إدانة هذا الاعتداء وإعادة حق اليمني المعتدى عليه.
وأكدت السفارة، في بيانها، متابعتها للحادثة، وأن السفير محمد صالح طريق زار منزل عائلة الطفل المتضرر، واطمأن على حالته الصحية، والتقى أفراد عائلته، وأكد استعداد السفارة تقديم الدعم القانوني اللازم للدفاع عنهم.
وذكر البيان، أن السفارة تواصلت مع الجهات المختصة عبر القنوات الدبلوماسية وأكدت على عدم تكرار مثل هذه الحادثة وأهمية الحفاظ على العلاقات الأخوية بين البلدين، مشيرة إلى احتجاز السلطات الأمنية الشخص المعتدي والتحقيق معه ومتابعة الحادثة في مسارها القانوني.
السفارة أكدت وقوفها إلى جانب جميع أبنائها في تركيا وسعيها الدائم لحل مشكلاتهم، لكنها في الوقت نفسه دعت اليمنيين إلى الالتزام بالقوانين وتجنب أي حوادث تسيئ للعلاقات اليمنية التركية، وأهابت بوسائل الإعلام تحري الدقة خلال نقل أخبار الحادثة دون تضخيم.
وبهذا الشأن، انتقد الصحفي عدنان الراجحي، بيان السفارة التي قال إن عصابة خفية تحكمها وتدير كل ما له علاقة باليمن وفق توجهات سياسية لا علاقة لها بمصالح الدولة اليمنية.
وأشار إلى أن البيان تحدث عن احتجاز الجهات الأمنية للمعتدي مع أن المعتدين كانوا بالعشرات.
بدوره الصحافي السياسي، محمد الخامري، أكد أن ما يحدث في تركيا ضد العرب عنصرية لا يقبلها عقل ولا منطق ولا دين أو قيم.
ونقل الخامري عن صديق له أنه تعرض وشخص آخر للهجوم في الباص بألفاظ نابية وكادوا يضربونهما لأنهما تكلما باللغة العربية، واضطرا للنزول في محطة بعيدة عن سكنهما للهروب من الموقف الذي كان يتصاعد بوحشية ضدهما..
نشطاء الإخوان المقيمون في تركيا هم ايضاً انضموا لانتقاد عنصرية الأتراك ضد العرب، دون الإشارة إلى حادثة الاعتداء على المواطن اليمني ونجله.
لكنهم في المقابل وجهوا إشادات لسلطة أردوغان بزعمهم أنها تعمل على توفير أجواء مناسبة للأجانب المقيمين في تركيا وأن ذلك يظهر دائما في خطاباتهم الرسمية.