كشف عضو مجلس القيادة الرئاسي، قائد ألوية العمالقة الجنوبية عبدالرحمن المحّرمي (أبو زرعة)، حجم التخادم بين التنظيمات الإرهابية ممثلة بمليشيا الحوثي، ذراع إيران، وتنظيم القاعدة، منوهاً إلى جهود الوساطة السعودية لحل الأزمة اليمنية.
وقال المحرمي، في حوار مع جريدة عكاظ السعودية، إن العمليات الإرهابية التي استهدفت عدن، وأخيراً أبين وتنفذها الجماعات الإرهابية لها ارتباط وثيق بمليشيا الحوثي، لا سيما أن المناطق التي توجد فيها العناصر الإرهابية بمحافظة أبين محاذية لمحافظة البيضاء التي تسيطر عليها المليشيا، موضحاً أنه يتم هناك إيواء وتدريب عناصر تنظيم القاعدة لاستخدامهم في زعزعة الأمن في المناطق الجنوبية منها عدن وأبين وشبوة، حيث سلمت مليشيا الحوثي لتنظيم القاعدة الإرهابي الطيران المسير ودربتهم على إطلاقه.
وأضاف: “وبالطبع يمثّل الإرهاب تحدياً كبيراً ويتطلب وقوف الجميع لمحاربته، وما تشهده مناطق أبين من نشاط لعناصر هذا الفكر المتطرف أمرٌ يستدعي الوقوف بحزم أمام هذه الظاهرة، ونحيي القوات المرابطة التي تقف لهم بكل شجاعة وبسالة، وندعو الله أن يرحم الشهيد عبداللطيف السيد ورفاقه الذين اغتالتهم الجماعة قبل أيام، وواضح وجلي التخادم والتعاون بين الحوثيين والجماعات الإرهابية، وذكرت ذلك في العديد من التقارير الدولية وكذلك المؤشرات وتقاطع المصالح بين الطرفين”.
المحرمي أكد أن مجلس القيادة الرئاسي يتطلع لحل سياسي شامل، لكنه في الوقت نفسه أكد أن المجلس جاهز للخيار العسكري والحسم، لافتاً إلى تدخل الأمم المتحدة الذي تسبب بوقف تحرير مدينة وميناء الحديدة عام 2018م.
وقال: نحن في مجلس القيادة الرئاسي والتحالف نقدم الحل السلمي على خيار الحرب ولا نريد قطرة دم تسيل، ولا نرغب في هدم أي مبنى أو منزل أو حتى نزع شجرة، مع إدراكنا أن الحوثي لا يبالي بأي عُرف إنساني أو وطني، ولا يزال يمارس الخروقات في الجبهات، رغم شبهة الهدنة؛ كل يوم خروقات في جبهة الضالع ويافع ومأرب والجوف والبيضاء وتعكير حياة المواطن بقطع الطرق والخدمات”.
وفي حين طالب المحرمي المجتمع الدولي بالضغط على مليشيا الحوثي للرضوخ، فإنه وجه دعوة للحوثيين لتحكيم العقل والانخراط المباشر في السلام؛ الذي تدعو إليه الوساطة السعودية لإنهاء الحرب. ولفت إلى أن الشعب اليمني في الشمال والجنوب يواجه خطر الحوثي كجسد واحد، مستعرضاً النجاحات التي حققتها قوات العمالقة الجنوبية، والتحديات التي تواجه مجلس القيادة الرئاسي والحلول الممكنة لتجاوزها.
كما أكد المحرمي أن إضافة كلمة الجنوبية إلى تسمية العمالقة جاءت لأن جميع منتسبيها من المحافظات الجنوبية، وقال “أن تكون قوات العمالقة جنوبية لا يعني أنها معادية لإخواننا في الشمال، بل على العكس قوات العمالقة قاتلت بكل شرف وبسالة وحررت عدداً من مديريات المحافظات الشمالية في الحديدة وتعز ومأرب واستشهد العديد من رجالنا هناك، وهي ما زالت موجودة في العديد من مديريات المحافظات الشمالية إلى يومنا هذا لتأمينها، وستستمر بذلك انطلاقاً من مسؤوليتها الأخلاقية والوطنية، ونقدِّم شكرنا وتقديرنا لإخواننا في المناطق الشمالية؛ سواء من العسكريين أو المدنيين الذين ساهموا معنا في التصدي للانقلابيين”.
وأوضح المحرمي أن عوامل نجاح قوات العمالقة الجنوبية وتفوقها على الحوثيين عديدة؛ أهمها توفيق الله ثم صدق وشجاعة المقاتلين واستغلال دعم التحالف العربي واستخدام الدعم في مكانه الصحيح ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب بهيكل تنظيمي وامتلاك القوات إمكانات تسليحية مختلفة وقوات بشرية تم تأهيلها وتدريبها في معسكرات تدريبية خاصة تحت إشراف مدربين مؤهلين، لافتاً إلى أنه يوجد ضمن قوات العمالقة لواء تدريبي خاص مهمته إعداد وتدريب وتأهيل الضباط والأفراد، أما فيما يخص الارتباط بوزارة الدفاع، نعم هناك تنسيق عملياتي بيننا وبين وزارة الدفاع.
وتحدث المحرمي عن العراقيل التي تواجه عمل مجلس القيادة الرئاسي والتي أنتجتها سياسة المحاصصة في الوظائف والتعيينات وتعرقل سرعة المرور إلى تحقيق وتحسين معيشة المواطن.
وبشأن عدم تفعيل المنظومة التشريعية والرقابية، قال “مجلس النواب هو السلطة التشريعية للدولة وهو الذي يقرّ القوانين والسياسة العامة للدولة والخطة العامة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والموازنة العامة، ولا شك أن هناك العديد من الاختلالات والسلبيات تتطلب تفعيل وهيكلة أجهزة الرقابة؛ ممثلة بالجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة وتشكيل هيئة مكافحة الفساد؛ وفق معايير التخصص والنزاهة بعيداً عن المحاصصة؛ التي أضرت بالعمل الحكومي طوال الفترات السابقة، والتي كانت على حساب الكفاءة والنزاهة والتخصص”.
وأكد أن البلاد بحاجة إلى قرار يخلصها من أي قوانين سابقة تحمي كبار الفاسدين واعتماد التدوير في المواقع المهمة حتى لا تتحول إلى أملاك خاصة لمن يرأسها وكذلك تتكون فيها بيئة فساد آمنة.
ونفى المحرمي المزاعم التي تقول إن قيادات الانتقالي الجنوبي تقف حجر عثرة أمام عودة كامل كوادر الحكومة للداخل، وقال “هذا غير صحيح إطلاقاً، بل إن المجلس الانتقالي وكل قياداته عامل مساعد لعودة المؤسسات الحكومية وكل موظفيها ولم تحدث إطلاقاً عملية منع أي شخصية من العودة من الخارج، ولكن هناك بعض الإشكالات في عدم جدية بعض الوزراء في أداء مهماتهم بالشكل الصحيح في المناطق المحررة، وهنا أؤكد، مجدداً، بأن عدن آمنة ومستقرة ولا يوجد ما يعكر صفو وجود القيادات الحكومية”.