أعلنت جماعة الحوثي في صنعاء تبنيها لثلاث محاولات لتوجيه ضربات بالصواريخ والطيران المُسير إلى الكيان الإسرائيلي، متوعدة بشن المزيد من الهجمات، بعد ساعات من تهديدات إيرانية.
حيث جاء تبني الجماعة الحوثية لهذه الهجمات، بعد ساعات من تحذيرات أطلقها وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان خلال لقائه، الثلاثاء، في الدوحة مع أمير قطر تميم بن حمد، هدد فيها بتصعيد من قبل المجموعات الموالية لبلاده في المنطقة العربية.
وقال عبداللهيان، إن المجموعات الموالية لطهران في المنطقة “لن تسكت” على تصاعد حدّة الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، في الوقت الذي تواجه فيه طهران وهذه المجموعات الموالية لها انتقادات حادة جراء امتناعها عن الدخول في الحرب رغم التهديدات التي أطلقتها منذ اندلاع الصراع في الـ7 من أكتوبر الماضي.
أحدث هذه التهديدات، كان التحذير الذي وجهه الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي يوم الأحد الماضي في منشور على منصة “إكس” من أن “جرائم النظام الصهيوني تجاوزت الخطوط الحمراء، الأمر الذي قد يدفع الجميع إلى التحرك”.
تهديد واضح لرئيسي بأن التحرك الذي يتوعد به في وجه إسرائيل يشمل طهران وكل المجموعات الموالية لها، وعلى رأسها حزب الله في لبنان والمجاميع المسلحة التابعة لها في كل من سوريا والعراق، والتي تعد الأقرب والأسهل لاستهداف إسرائيل أكثر من الموقع الذي يشغله الحوثيون في اليمن.
بالإضافة إلى الضعف الواضح في دقة الصواريخ والطيران المسير الذي تملكه جماعة الحوثي وتجلى ذلك في الهجوم الثاني الذي شنته على إسرائيل الجمعة الماضية وسقط في مدينتي طابا ونويبع المصريتين، كما أن طول المسافة تسهل ايضاً من عملية التصدي لها من قبل الدفاعات الجوية لدى إسرائيل أو لدى الحربية الأمريكية كما حصل في الهجوم الأول في الـ19 من أكتوبر الماضي.
هجوم أقرت به جماعة الحوثي على لسان رئيس حكومتها عبدالعزيز بن حبتور الذي أدلى بتصريح مصور لوكالة “تسنيم” الإيرانية، عقب ثلاثة أيام، قال فيه بأن الهجوم ومحاولة الجماعة استهداف إسرائيل لأنها “جزء من محور المقاومة”، وهو المحور الذي تقوده إيران بالمنطقة.
إقرار الحوثي بالولاء والتبعية لإيران في تنفيذ هذه الهجمات، يؤكد ما يقوله مراقبون بأنها تأتي بهدف التغطية على فضيحة عجز طهران عن الدخول في صراع مباشر مع إسرائيل وتأكيد صدق الشعارات التي ظلت لأكثر من 4 عقود ترفعها باسم القضية الفلسطينية والقدس.
كما أن هجمات الحوثي تغطي ايضاً على حالة العجز والتردد لدى أذرع إيران القريبة من إيران وعلى رأسها حزب الله في لبنان ومجاميعها المسلحة في سوريا، والتي تدرك بأن أي مغامرة من قبلها لمهاجمة إسرائيل في هذا التوقيت قد يجر عليها رد فعل انتقامية وموجعة من قبل إسرائيل وربما أمريكا التي توعدت بالتدخل لصالحها في حالة توسع الصراع.
حقائق ومعطيات تؤشر إلى لجوء إيران إلى استخدام ورقة الحوثيين في اليمن لتبني تنفيذ هجمات ضد إسرائيل في الوقت الراهن، لكونها الورقة الأرخص والأقل تكلفة عليها وعلى مصالحها في المنطقة، دون الأخذ بالاعتبار الخسائر والتكلفة التي قد يدفعها اليمنيون جراء الزج بهم من قبل جماعة الحوثي في صراع وحرب من أجل مصالح إيران.