شهدت مدينة المكلا، بمحافظة حضرموت، لقاءً قبلياً موسعاً شارك فيه عدد كبير من قيادات حلف قبائل حضرموت، بهدف إنهاء حالة التمزق التي يعيشها، بسبب توجهات رئاسته الفردية.
وركز اللقاء على مناقشة تفعيل النظام الأساسي والهيكل التنظيمي وتشكيل لجنة تحضيرية لهيكلة رئاسته التي يقودها الشيخ عمرو بن علي بن حبريش العليي، الذي يشغل منصب وكيل أول محافظة حضرموت.
وقال المقدم عمر باشقار، أمين عام حلف قبائل حضرموت، إن اجتماع اليوم جاء لتوحيد الصف بعد التمزق، وليس موجهاً ضد أي طرف، وإنما من مصلحة حضرموت، مشيراً إلى أن “تمزق الحلف بدأ بإعلان مرجعية قبائل حضرموت، وبعدها كتلة حلف وجامع حضرموت، وتعليق الكثير من أعضاء الحلف لعضويتهم، واجتماع اليوم جاء لتوحيد الصف بعد التمزق”.
وأضاف باشقار: “نحن لسنا ضد أحد بل مع مصلحة حضرموت، والجميع يعلم كيف كان الحلف في 2013 وما وصل إليه اليوم، لذلك عقد هذا اللقاء للاستماع لكم والخروج بما يخدم حضرموت”. وأشار إلى أن لقاء اليوم هدفه الاستماع من مؤسسي الحلف وقياداته إلى مقترحاتهم الهادفة للخروج بنتائج وحلول تخدم حضرموت وتعيد لحلفه الدور الذي يجب أن يقوم به اتجاه حضرموت وحاضرها ومستقبلها.
من جانبه أكد الشيخ خالد الكثيري- أحد مؤسسي حلف قبائل حضرموت، على ضرورة هيكلة الحلف، وكحلف للجميع وليس لفئة وجهة فردية، مضيفا إن اللقاء الموسع يهدف إلى الخروج بحلول يتوافق الجميع عليها، من أجل تفعيل الحلف وقيامه بدوره المنوط به.
ونبه الشيخ صالح الشرفي، إمام وخطيب جامع عمر بالمكلا، إلى ضرورة لمّ الشمل وجمع الكلمة، مؤكداً أن حضرموت لا يمكن أن تُختزل في شخص أو مكون أو حزب، وهي لجميع أبنائها، لافتا إلى أن سبب ضعف الحضارم اليوم يعود إلى تفرقهم.
وحث الجميع على ضرورة استيعاب خطورة المرحلة الحالية وجمع الكلمة ونبذ الفرقة سيما وأن هناك استهدافا لحضرموت، ومطالب لتصحيح مسار حلف قبائلها، مجدداً التأكيد على الوقوف إلى جانب السلطة المحلية والإخوة في دول التحالف العربي الشقيقة بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.
وشدد على أن سبب ضعفنا هو تفرقنا: “يجب أن يستوعب الجميع خطورة المرحلة واستهداف حضرموت، آن الأوان لجمع الكلمة ونبذ الفرقة، ولا نريد مكونات كرتونية. نريد رجالاً يتحملون المسؤولية”.
وفي ختام اللقاء تم الاتفاق على تشكيل لجنة تحضيرية لإعادة هيكلة رئاسة حلف قبائل حضرموت، على أن تكمل مهامها في مدة لا تتجاوز السنة.
وأكد البيان أن أعضاء رئاسة وقيادات حلف قبائل حضرموت من مقادمة ومشايخ ومناصب وأعيان قبائل حضرموت في مدينة المكلا حريصون على مصلحة حضرموت للتشاور حول وضع حلف قبائل حضرموت وما يمر به الوطن وحضرموت خاصة من استهداف لتفكيك النسيج الاجتماعي بالزج بالقبيلة في المشاريع السياسية والحزبية الضيقة.
وأقر المجتمعون تشكيل لجنة تحضيرية مكونة من 24 شيخاً ومقدماً من أعضاء حلف قبائل حضرموت. على أن تقوم اللجنة بالإعداد والتحضير لعقد اجتماع موسع (مؤتمر استثنائي) للمجلس الأعلى للحلف لهيكلة قيادته وتدوير رئاسته.
كما تم الاتفاق على التواصل مع كافة قبائل حضرموت حرصاً على مشاركة الجميع انطلاقاً من مبدأ حضرموت لكل أبنائها، وتوسيع العضوية في اللجنة التحضيرية. وكذا تفعيل العمل بالنظام الأساسي للحلف واستكمال الملاحظات من كافة القبائل لإقرار أي إضافة أو تعديل في المؤتمر العام القادم للحلف.
وأكد المشاركون في اللقاء، أن البيان الصادر في اجتماع 29/ 10 / 2023م باسم رئاسة حلف قبائل حضرموت لم يكن موفقا ولا يمثل قبائل حضرموت، ونرفض محاولة استخدام الحلف لكيل الإساءات للأشقاء في دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.
وكذا التأكيد على أن حضرموت وحلف قبائلها تحديداً ينظرون بامتنان للدور الكبير الذي اجترحه الأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة وقدموا خلاله الغالي والنفيس لتوطيد استقرار حضرموت وتحرير ساحلها وبناء وتدريب نخبتها العسكرية وأجهزتها الأمنية، وهو دور سيظل محل تقدير أبناء حضرموت كافة.
كما أعلن المشاركون رفضهم الزج بقبائل حضرموت في الصراعات السياسية والتأكيد على حرص قبائل حضرموت على تعزيز أواصر الارتباط بامتدادها التاريخي والجغرافي. كما أعلنوا رفضهم محاولات النيل من حضرموت ووحدة أهلها وجغرافيتها، والتأكيد على أن حضرموت موحدة بواديها وساحلها وهضابها وصحاريها.
وجدد المشاركون كذلك في اللقاء وقوفهم إلى جانب السلطة المحلية والنخبة الحضرمية في كل ما يعزز حضرموت ويحقق تطلعات أهلها ويجنبها الصراعات بكل أشكالها.