في دلالة على تخبطها وتناقضها المستمر في حربها المزعومة على إسرائيل وأمريكا، نفى قيادي عسكري حوثي أن تكون الطائرة المسيرة التابعة للجماعة والتي أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية إسقاطها، الأربعاء، في البحر الأحمر، في مهمة هجومية على السفينة الأمريكية التي أسقطتها.
وكان مسؤول عسكري أمريكي أكد أن المدمرة الأمريكية (يو إس إس توماس هودنر)، وهي مدمرة صواريخ، اعترضت طائرة مسيرة انطلقت من المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيا الحوثية وكانت متجهة نحو السفينة في البحر الأحمر. وقال المسؤول الأمريكي -بحسب شبكة (سي إن إن)- إنه لا يُعتقد أن السفينة هي الهدف المقصود.
عدم استهداف السفينة الأمريكية أكده القيادي العسكري الحوثي عبدالله بن عامر، منتحل صفة نائب مدير التوجيه المعنوي، الذي تساءل في مقال نشره إعلام المليشيا: هل كان هناك هجوم يمني على البارجة الامريكية؟ ليعود للقول إن “التصريحات الأمريكية تشير وبشكل واضح إلى أن المدمرة الأمريكية كانت تدافع عن نفسها وأن الطائرة المسيرة اليمنية كانت تتجه نحو المدمرة.. وهنا إشارة واضحة إلى أن اليمن كان يريد استهداف المدمرة!”.
تعكس هذه التصريحات تخبطاً واضحاً، ليس فقط لإعلام المليشيا الحوثية، بل ولقياداتها أيضاً، ففي الوقت الذي تصرح فيه هذه القيادات بأن السفن الأمريكية والإسرائيلية في البحر الأحمر هي أهداف مشروعة لهم، تعود في يوم آخر لتناقض نفسها حول الهجوم على الأهداف الأمريكية التي يعج بها البحر الأحمر، أو تلوذ بالصمت كما هو الحال بخصوص إسقاط المدمرة الأمريكية لهذه الطائرة.
وإمعاناً في التخبط، قال القيادي الحوثي بن عامر، إن جماعته منعت السفن الإسرائيلية فقط من المرور بالبحر الأحمر وليس بقية الدول، لكن اعتماد إسرائيل على أصدقائها يجعلها قادرة على تمرير سفنها بأعلام دول أخرى، في إشارة إلى الأعذار التي ساقها زعيم جماعتهم الثلاثاء الماضي عن أن إسرائيل تعتمد المرور في البحر الأحمر بطريقة التهريب، وهي أعذار قابلها الوسط اليمني بالسخرية. وتابع القيادي الحوثي القول “التعامل مع هذه الأهداف ليس بالضرورة باستهدافها المباشر بل بالكشف عن هويتها الحقيقية أولاً ثم التعامل على ضوء ذلك إما بالتحذير والمنع وبالتالي عودة السفينة من حيث أتت ومنعها من المرور، أو بإجراء آخر لا نعلمه”، الأمر الذي يثير السخرية أكثر ويؤكد بمزيد من الدلائل التخبط الحوثي وتعامله مع القضية الفلسطينية ونصرتها بطريقة انتهازية تعتمد على مصفوفة مصالحهم.
وإمعاناً في هذا التخبط، اكتفى القيادي في الجماعة، محمد علي الحوثي، بالقول في تدوينة عبر موقع إكس: “الجيش اليمني سيحتفظ بحق الرد على تدمير طائرته المسيرة التي أعلنت أمريكا تدميرها”.
يشار إلى أن المدمرة هودنر تم نشرها كجزء من مجموعة حاملة الطائرات (يو اس اس غيرالد فورد) التي أرسلتها أمريكا بالتزامن مع بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، وكانت المدمرة في الجزء الجنوبي من البحر الأحمر وقت إسقاط المسيّرة الحوثية.