أثار اختطاف ميليشيا الحوثي في اليمن، لسفينة الشحن التجارية “غالاكسي ليدر” في البحر الأحمر، العديد من التساؤلات حول أهداف العملية، خصوصا وأنها مبهمة ويشوبها الكثير من الغموض.
وطرح مراقبون، تساؤلات حول جدوى عملية اختطاف السفينة، وآثارها وارتباطها في الأحداث الجارية في غزة، وفيما إذا كان ذلك سيشكل عامل ضغط على إسرائيل لوقف العمليات العسكرية في القطاع.
*عملية قرصنة*
وقال وكيل وزارة الإعلام عبدالباسط القاعدي لـ “إرم نيوز”، إن “اختطاف ميليشيات الحوثي للسفينة في البحر الأحمر، يأتي في سياق العمليات الإرهابية التي تنفذها أذرع إيران في المنطقة”.
وأضاف أن “هذه الخطوة تعيد إلى الذاكرة عمليات القرصنة التي كانت تقوم بها العصابات قبالة سواحل الصومال، والتي استدعت تواجدًا دوليًا لحماية مصالحها في هذه المنطقة الحساسة”.
*تصعيد لمجرد الإلهاء*
وتابع “ما تقوم به ميليشيات الحوثي إنما هو عمل في ظاهره، ادعاء مساندة غزة، لكنه في الحقيقة تصعيد على أكثر من مستوى”، فهو “تصعيد لإلهاء الرأي العام الداخلي في مناطق سيطرة الحوثي، عن جرائم هذه العصابة وفسادها وعدم دفعها مرتبات المواطنين في مناطق سيطرتها”.
ولفت إلى أن الحوثيين يسعون من وراء العملية إلى “تحسين صورة الميليشيات في الداخل اليمني والخارج، من خلال استخدام قضية فلسطين التي هي محل إجماع عربي وإسلامي”، مشيرا إلى مساعي الميليشيا نحو تحسين شروطها في عملية السلام المرتقبة.
وقال: “ليس للحوثيين مشكلة في المقامرة بمستقبل اليمن ومصالحه، ما دام ذلك يحقق مصالح ما يسمى بمحور المقاومة، يحقق مصالح النظام الإيراني”.
وشدد “القاعدي” بأن “مناوشات الحوثيين ليس لها أي تأثير على الحرب في غزة”، لافتا إلى أن الأولى “بمحور المقاومة تحريك الجبهات في لبنان وسوريا، لو كان جادا في نصرة غزة، لكنه (هذا المحور) لجأ إلى رفع الحرج من خلال بعض العمليات التي ليس لها أي تأثير”.
وأرجع استخدام إيران لميليشيات الحوثي لتنفيذ هذه العملية يهدف إلى الحرص على ميليشيات المحور في لبنان “حزب الله” وفي سوريا أيضًا، مما يؤكد بأن النظام الإيراني يفرق بين الحوثيين وحزب الله.
*مسار مرسوم*
واستبعد القاعدي، أن يكون لعملية اختطاف السفينة التجارية عواقب وتداعيات من شأنها توسيع رقعة الحرب في المنطقة بأكملها.
وقال “هذا الفعل لن يوسع دائرة الحرب، حيث إن إيران وميليشياتها تتحرك في إطار المسار المرسوم لها”، مذكّرا بتصريح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والذي أشار فيه إلى أن إيران استأذنته في الرد على مقتل زعيم فيلق القدس قاسم سليماني.
واعتبر وكيل وزارة الإعلام بأن عملية اختطاف السفينة التجارية من قبل الحوثيين، يندرج في إطار “المشاغبة”، على حد تعبيره.
*استغلال القضية*
بدوره، رفض الصحفي والمحلل السياسي محمد علي محسن اعتبار ما قامت به ميليشيا الحوثي نصرة لغزة، حيث قال “هذه الجماعة التي تقتل اليمنيين بلا توقف، أرادت بفعلتها لفت الأنظار إليها، ونقل أزمتها الداخلية إلى الخارج”.
وأضاف محسن في حديثه لـ”إرم نيوز”، أن “حرب غزة وما تشهده من جرائم بحق الأطفال والنساء، بل وبحق الشعب الفلسطيني عامة، تمثل قضية إنسانية دولية لكونها قضية دينية أو قومية، ولهذا أرادت الجماعة الحوثية الهرب إلى فلسطين، بما تعني من عواطف ومشاعر إنسانية استحوذت على ضمير العالم الحر”.
*تطورات خطيرة*
وعبر محسن عن مخاوفه من أن تقود العملية إلى تداعيات خطيرة على المدى القصير أو البعيد، مشيرا إلى أن استخدام أمريكا وإسرائيل للقوة العسكرية في هذه المنطقة سيكون مبررا بحماية الممر المائي الدولي، في حين سيكون المتضرر الأكبر هي الموانئ اليمنية، مما سيزيد كلفة التأمين الملاحي للسفن التجارية، وكل ذلك على حساب الشعب اليمني.
وأكد الصحفي اليمني بأن الصواريخ التي أعلنت ميليشيا الحوثي إطلاقها تجاه إسرائيل، لم تحقق النصرة لغزة، ولا للمقاومة الفلسطينية، ولم تطال أي هدف عسكري إسرائيلي.
وأضاف “اليمنيون في وضعهم الراهن ليسوا بمقام من يضرب ويهدد، فمطارات وموانئ البلاد مفتوحة على مصراعيها” مردفا بالقول “الشعب في وضعية سيئة للغاية اقتصاديًّا واجتماعيًّا وإنسانيًّا، ثم يأتيك من يتحدث عن تدخل لنصرة المقاومة الفلسطينية في غزة”.