“تخليداً لذكرى الشهداء”، بهكذا يافطة كثفت الميليشيات الحوثية، ذراع إيران في اليمن، خلال الأيام الماضية، من حملات الجباية وفرض الإتاوات في صنعاء وباقي المناطق الخاضعة لسيطرتها، بهدف تمويل أنشطتها التي تعتزم إقامتها لإحياء ذكرى قتلاها.
وذكرى الشهيد، هو تقليدي إيراني نقلته الميليشيات الحوثية إلى مناطق سيطرتها للاحتفاء بقتلاها، وحددت منتصف نوفمبر لتدشين الاحتفال به كل عام منذ سنوات الحرب التي تقودها في البلد.
وتركز الميليشيات في هذا الاحتفال على الترويج لقتلاها الذين سقطوا في سبيل المشروع الطائفي الإيراني، وكذا محاولة استقطاب مزيد من المقاتلين إلى صفوفها. بالإضافة إلى استغلال هذه المناسبة لجني أموال طائلة من المواطنين والقطاع الحكومي والخاص.
ومنذ أيام تعقد لجان إشرافية حوثية اجتماعات متواصلة لإحياء ذكرى يوم الشهيد ولأجل البحث عن تمويل للفعاليات التي سيتم تنفيذها في الكثير من الساحات والأحياء السكنية وداخل المساجد والمدارس والمرافق الحكومية والخاصة.
وشرعت اللجنة في النزول إلى التجار وأصحاب المحال التجارية وبعض المؤسسات الإيرادية لاستقطاع مبالغ مبالية تحت مسمى “تخليد ذكرى الشهيد”. حيث باتت هذه المناسبة إلى جانب الكثير من المناسبات والفعاليات التي تبتدعها القيادات الحوثية مدخلاً رئيسياً لجني الأموال من مختلف شرائح المجتمع.
في يوم الـ14 من نوفمبر الماضي، أعلن زعيم الميليشيات عبدالملك الحوثي، التدشين لهذه الذكرى التي يستمر الحوثيون في إحيائها على مدى أسابيع للترويج للأفكار الجهادية والتطرف والإرهاب تحت مسمى “الشهادة”.
وتركزت كلمة الحوثي في تدشين ذكرى يوم الشهيد على أهمية الجهاد، وأهمية الانخراط فيه لمواجهة ما أسماها عقدة البغي والعدوان، مشيرا إلى أن عدم الانخراط في الجهاد سيفتح المجال لجبهة الشر، للمجرمين، للطغاة، للأشرار المجرمين، السفاكين للدماء، بأن يحدثوا كوارث رهيبة، ومظالم خطيرة جدًّا في واقع الناس.
بعض المصلين في صنعاء قالوا إن الميليشيات الحوثية بدأت بوضع صناديق على الأبواب وعليها شعارات “تخليد ذكر الشهيد”. وتطالب المصلين بدفع الأموال لصالح الشهداء وأسرهم وغيرها من الشعارات التي تروج لها الميليشيات لجني أكبر قدر من الأموال.
كما أن مشرفين حوثيين يزورون بشكل دوري ومنتظم أصحاب وملاك المحال التجارية والعمارات السكنية لجمع الجبايات عبر ظروف بيضاء فارغة كتب عليها اسم “إحياء ذكرى يوم الشهيد”. وتستخدم الميليشيات القوة لإجبار المواطنين والتجار وأصحاب المؤسسات على دفع أموال متفاوتة لصالح المشرفين وداخل تلك الظروف.
وبحسب مصدر محلي فإن مشرفين حوثيين بدأوا بطباعة الكثير من صور شهدائهم من أجل إقامة معارض صور وإيضا نشرها وإلصاقها على جدران المدارس والمؤسسات والمرافق الحكومية والخاصة، مشيراً إلى أن الكثير من أسر قتلى الحوثيين أو المغرر بهم تواجه أوضاعا معيشية صعبة بعد الوعود الكاذبة التي قدمتها لهم القيادات الحوثية بعد مقتل أقاربهم وذويهم.
وقال إن الحوثيين يركزون على إقامة فعاليات يوم الشهيد الخاص بهم في المنشآت التعليمية والأكاديمية بشكل كبير، بهدف استغلال هذه المناسبة لأجل استقطاب وتجنيد مزيد من الأطفال والشباب والتغرير بهم لأجل الالتحاق بمشروع الموت الذي يبنونه.
ويؤكد الكثير من الناشطين الحقوقيين أن المناسبات الحوثية الطائفية أصبحت كابوسا مخيفا لملايين اليمنيين الذين يتعرضون للنهب والسلب تحت مسميات كثيرة. بالمقابل هذه المناسبات تمثل فرصة للكثير من القيادات الحوثية الطامحة للثراء جراء نهب أموال الجبايات التي تفرض تحت تهديد السلاح.