كشفت الزيارة المشتركة التي قامت بها قيادات بارزة من حزب الإصلاح الإخواني ومليشيات الحوثي، ذراع إيران في اليمن، إلى مكتب حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في صنعاء، حقيقة التقارب وقوة التحالف بين الطرفين.
وبثت وسائل إعلام تابعة للميليشيات الحوثية بينها قناة المسيرة، تسجيلاً مصوراً ظهرت فيه قيادات حزب الإصلاح والحوثيين في جلسة مشتركة مع ممثلين عن حركة حماس متواجدين في صنعاء. وأثناء اللقاء أكدت القيادات الإصلاحية أن الزيارة المشتركة تأتي ضمن دعم الشعب اليمني للقضية الفلسطينية، وأنه ليس هناك خلاف على ذلك.
كما أن القيادات الإصلاحية، وبحسب التسجيل المصور الذي بثته قناة المسيرة، أعلنت مباركتها وتأييدها لكل ما تقوم به ميليشيا الحوثي من هجمات وأعمال تحت مسمى “الحرب ضد الكيان الصهيوني” والتي كان آخرها عمليات القرصنة التي طالت سفينة شحن تجارية في مياه البحر الأحمر قبالة سواحل الحديدة.
القيادي الحوثي محمد البخيتي قدم الشكر إلى حركة حماس لدورها في توحيد الشعب اليمني. في إشارة إلى التحالف مع حزب الإصلاح الإخواني.
وبرزت أسماء كثير من القيادات الإخوانية التي قامت بزيارة إلى مقر حركة المقاومة الإسلامية في فلسطين “حماس” في مقدمتهم القيادي في الصف الأول “فتحي العزب” وقيادات أخرى متواجدة في صنعاء. موقع حزب الإصلاح الإلكتروني سارع إلى تدارك الفضيحة من خلال التأكيد على أن الزيارة التي قام بها القيادي فتحي العزب إلى مقر حركة حماس في صنعاء، هي زيارة شخصية وكانت بصفته الشخصية تلبية لواجب الدعم والنصرة لأبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. كما أن موقع الحزب حاول نفي ما روجت له القيادات الحوثية عن زيارة مشتركة لمكتب حماس، وهو ما تدحضه التسجيلات المصورة التي أظهرت أن الزيارة كانت مشتركة ومنسقاً لها بين الطرفين.
الكثير من الدعوات واللقاءات العلنية التي برزت بين قيادات الحوثي والإصلاح خلال الفترة الماضية، وهذه المرة تحت شماعة “دعم القضية الفلسطينية”. في مطلع نوفمبر نشر رئيس حزب الإصلاح في مأرب مبخوت عبود الشريف، تصريحاً أعلن فيه وقوفه إلى جانب الميليشيات الحوثية ومباركته لهم تحت مبرر “قصف أهداف إسرائيلية”. حد زعمه.
وقال القيادي الإخواني الذي نشر تصريحا على صفحته في منصة إكس، إن الشعب اليمني يقف إلى جانب الميليشيات الحوثية ويؤيدها، وإن الشعب يسير مع الحوثيين تحت غطاء محاربة العدو الصهيوني.
وأضاف: “احييك يابن سريع -متحدث الحوثيين- سبقت الناطقين في محور المقاومة في لبنان وإيران والعراق وسوريا، وهكذا اليمنيين على مر التاريخ وأهم شيء الاستمرار”.
لم تمض ساعات حتى قام القيادي الحوثي بحذف المنشور والتراجع عن مباركته، بذات الطريقة التي تعامل بها موقع حزب الإصلاح مع الزيارة المشتركة التي قامت بها قياداتهم إلى مقر حركة حماس وسارعت إلى نفي صلتها بالميليشيات الحوثية.
تصريح رئيس حزب الإصلاح في مأرب، قابلته الميليشيات الحوثية بإشادة ودعوة للانضمام لما وصفه “محور المقاومة” لمواجهة ما يجري في غزة وفلسطين.
الدعوة أعلن عنها القيادي الحوثي البارز محمد البخيتي ونشر نصها موقع “26 سبتمبر” الناطق باسم وزارة الدفاع الحوثية. حيث دعا البخيتي إخوان اليمن إلى فتح صفحة جديدة وطي صفحة الماضي وتوحيد الصف لمواجهة العدوان الإسرائيلي والغرب بقيادة اميركا ضد غزة وفلسطين.
هذه الدعوة جاءت عقب أسابيع فقط من لقاءات سرية وعلنية عقدها القيادي الحوثي علي القحوم بقيادات الإصلاح في صنعاء بينهم فتحي العزب ومنصور الزنداني. وأكدت الميليشيات الحوثية أن هذه اللقاءات تستهدف بناء العلاقات والتنسيق المستمر بين الطرفين وتحت شعار توحيد الجبهة “الداخلية والشراكة”.
التصريحات المتبادلة واللقاءات المشتركة والمتكررة خلال الأشهر الماضية، تؤكد حجم التخادم بين الحوثيين والإصلاح ومدى التنسيق المتبادل الذي بات علنياً، من أجل إبرام صفقات واتفاقيات تخدم الأهداف المشتركة لكلا الطرفين في السلطة والثروة.