شكل الاستقلال الوطني الجنوبي المجيد في ال 30 من نوفمبر 1967م، والذي نحتفي بذكراه ال 56 ، تتويجا لوحدة نضال وكفاح شعبنا الجنوبي ، وثمن لتلك التضحيات العظيمة ونتيجة طبيعية لذات الفداء والعطاء الجمعي الكبير، على طول اربع سنوات من الكفاح المسلح وكل اشكال النضال التحرري .
إن لإحتفاءنا بهذه المناسبة الوطنية الخالدة، عناوين عدة ، اولها التذكير بأن بين الطلقة اشعلت فتيل ثورة الرابع عشر من اكتوبر 1963 ، ضد الاستعمار البريطاني ، على يد القائد والشهيد البطل راجح غالب بن لبوزة من جبال ردفان الشماء ، وبين ذات اليوم الاغر الثلاثين من نوفمبر 1967م يوم رحيل آخر جندي بريطاني من الجنوب ، مراحل من النضال والكفاح التحرري المر والشاق الذي خاض ابناء شعبنا الجنوبي دروبه واهواله وتقاسموا تضحياته وشرف أمجاده وانتصاراته التي نحتفي بها اليوم .
كما ان عنوانه العريض ، هو ان الإباء والعزة والكرامة والروح الفدائية الحرة الرافضة للإحتلال، لها جذورها ومنبتها الاصيل والعريق في الجنوب وشعبه، وهي متجددة يتوارثها جيلا عن جيل وكابر عن كابر ، وما الملاحم البطولية التي حققها شعبنا الجنوبي في ثورته التحررية المعاصرة السلمية والعسكرية، الا إمتدادا عضويا ووطنيا وتاريخيا لذات الاصالة .
اما العنوان الثالث لهذه المناسبة العظيمة ال 30 من نوفمبر، هو انها تشكل محطة نقف من خلالها، بإجلال واكبار على بطولات وامجاد وتضحيات الاجداد والاباء الاماجد، الذين قهروا اعتى قوة إستعمارية وقتذاك ، وتخليدها في مواصلة تجديد إرادتهم واقدامهم وبسالتهم ووحدة صفهم في معركتنا الوطنية التحررية وفي كل ميادين المجابهة، تحت قيادة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي القائد الاعلى للقوات المسلحة الجنوبية .
هي ايضا محطة نستشعر فيها حجم ونبل العطاء والنضال والجهود المنتظرة منا جميعا وفي كل المستويات والمواقع والمهام ، فهي تدعونا في هذا الظرف بالذات، الى المزيد من الجهوزية واليقظة والاصطفاف خلف قيادتنا السياسية العليا، لمقاربة المراحل والدفع بما تبقى من الزمن نحو الهدف المنشود ، صوب نوفمبر جديد واستقلال ثاني للجنوب ، إستقلال لم يعد بعيدا .
وبين الطلقة الأولى التي تفجرت شرارتها في الرابع عشر من أكتوبر 1962م من على قمم جبال ردفان على يد شهيد أكتوبر المناضل راجح غالب بن لبوزة.. وبين يوم إعلان الاستقلال الثلاثين من نوفمبر 1967م مراحل نضالية في سفر التاريخ الثوري اليمني الذي نحتفي اليوم بذكراه السادس والخمسين، ينبغي ان تظل نبراسا يقتدي به كل الأجيال اليمنية في الحاضر والمستقبل، ليكونوا على بينة ان الحماس الثوري والتمرد على الظلم وانتزاع الحرية والكرامة لها جذورها ومنبتها العريق والأصيل.