كشف تقرير نشرته مجلة أميركية بارزة، أن تصعيد مليشيا الحوثي من الهجمات في البحر الأحمر وباب المندب وتهديد الملاحة الدولية هدفه تحقيق نفوذ أكبر لإيران وحلفائها.
وقالت مجلة “نيوزويك” الأميركية، إن هناك عوامل إقليمية ومحلية تسهم في الحسابات الاستراتيجية الحوثية التي تدفعهم إلى الاستهداف العسكري لإسرائيل، مشيرة إلى أن هذه الميليشيات تسعى إلى انتزاع موافقة دولية وإقليمية خاصة من المملكة العربية السعودية على منحهم كامل اليمن، إلى جانب تعزيز نفوذ إيران وحلفائها على ممرات الملاحة الدولية في الخليج العربي والبحر الأحمر.
وأشار التقرير إلى أن الهجمات ضد إسرائيل أو المواقع الأمريكية التي تروج لها المليشيا الحوثية، هي عروض رمزية تهدف لتعزيز الدعم المحلي للميليشيات والحصول على دعم عربي وإسلامي، لافتاً إلى أن الميليشيات الحوثية تواجه في الداخل انتقادات ومعارضة عامة متزايدة خصوصاً من المواطنين الذين يعيشون تحت سيطرتها؛ بسبب عدم دفع رواتب القطاع العام لفترات طويلة، والأزمة الاقتصادية المتفاقمة التي اتسمت بارتفاع أسعار السلع الأساسية وضعف العملة المحلية.
وقال التقرير: على الرغم من امتلاكهم ترسانة عسكرية كبيرة والرغبة في استخدامها، غالبًا ما تكون أنظمة الأسلحة بطيئة وغير دقيقة عن بعد. ومع ذلك، في حين أن الهجمات تحمل الحد الأدنى من الأهمية العسكرية، إلا أنها تحدث تأثيرًا سياسيًا كبيرًا، حيث تعمل في المقام الأول كوسيلة للحوثيين لنقل رسالة قوية إلى مؤيديهم والمتعاطفين معهم، بهدف تعزيز الولاء العام لقضيتهم.
وأضاف، إن التحركات والأهداف الحوثية من الهجمات البحرية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب تشكل تهديداً مستمراً للمملكة العربية السعودية وحلفائها. فالتكتيك الهجومي يسمح للحوثيين بتعزيز قدراتهم وموقفهم التفاوضي، دون إعادة إشعال الالتزام السعودي بالحرب.
وأكدت المجلة الأميركية، أن الحوثيين يدركون ضرورة ممارسة الضغط على الرياض لضمان حدوث تحول إيجابي في محادثات المفاوضات بهدف منحهم شرعية السيطرة مستقبلًا على كامل اليمن، قبل أن يتجدد الصراع المتوقع في السنوات القادمة، مشيرة إلى أن الحوثيين أيضا يدركون تمامًا أن تحركاتهم وأهدافهم تضعهم في مواجهة العديد من الخصوم المحليين، في مقدمتهم مجلس القيادة الرئاسي.