أثمرت جهود المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات والمجلس الرئاسي بإعادة بث الروح إلى ميناء عدن، أهم وأعرق الموانئ حول العالم، الذي تعرض لحرب متعددة الأشكال وبطريقة متعمدة منذ بدء الحرب الحوثية، وهي خطوة مهمة نحو إرساء التسوية المنشودة.
وقال جنوبيون، إن قرار نقل تفتيش السفن من ميناء جدة إلى ميناء عدن هي ثمرة لجهود عضو المجلس الرئاسي رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزُبيدي خلال الفترة الماضية، بهدف إعادة إحياء دور ومكانة ميناء عدن وتعزيز قدرته التنافسية، والتي شملت، ضمن جملة أمور أخرى، رفع نقاط الجباية غير القانونية في لحج وأبين، وعدة تسهيلات أخرى ذات صلة.
وكان الزُبيدي دشن نقل إجراءات تفتيش السفن التجارية من ميناء جدة بالمملكة العربية السعودية إلى ميناء عدن، الخميس، لدى ترؤسه اجتماعا بوزارة النقل، مؤكداً جاهزية الميناء لاستقبال كافة الخطوط الملاحية المحلية والدولية، موجها الجهات ذات الاختصاص في وزارة النقل، ووزارة الصناعة والتجارة، والمنطقة الحرة، والأجهزة الأمنية بتذليل الصعوبات أمام التجّار ورجال الأعمال من مختلف المحافظات، وتقديم كافة التسهيلات لهم للاستيراد عبر موانئ عدن.
واعتبر مراقبون، أن بث الروح بميناء عدن البحري ضربة اقتصادية قاصمة لمليشيا الحوثي الإرهابية، باعتبار العاصمة ستكون المحطة الأنسب لاستقبال السفن في ظل التهديدات التي يشهدها جنوب البحر الأحمر.
وفي وقت سابق حذر متخصصون في النقل البحري وخبراء اقتصاد مما وصفوها بـ”صدمة جديدة” وشيكة في نشاط التجارة حول العالم على شاكلة الصدمة التي شهدها هذا القطاع الحيوي وذلك بعد قرار شركات شحن كبرى تعليق نشاطها عبر البحر الأحمر بسبب هجمات الحوثيين على سفن تجارية في باب المندب.
فيما سيؤدي هجر السفن لمسار البحر الأحمر لصالح طريق رأس الرجاء الصالح إلى رفع كلفة الشحن والتأمين والخدمات اللوجستية البحرية الأخرى بنسب تصل إلى 30 في المئة، وتوقعوا ارتفاعا في الأسعار في أوروبا والولايات المتحدة بنسبة 10 إلى 15 إذا توقف الشحن عبر ممر قناة السويس خلال الأسابيع القليلة القادمة.
ورغم التطلعات الشعبية التي أظهرها رواد التواصل الاجتماعي في خفض أسعار السلع عقب الارتفاعات الجنونية التي وصلت لها، إلا ن آلية التفتيش الجديدة يمكن أن تخفف بنسبة بسيطة تكاليف نقل البضائع التي لن تؤثر بشكل كبير على أسعارها في الأسواق، بسبب أن أسعار الشحن والتأمين تصاعدت خلال الأيام الأخيرة بنسبة تجاوزت 100 بالمئة جراء الهجوم الحوثي على السفن التجارية في البحر الأحمر.
آثار متوقعة لنقل تفتيش السفن إلى ميناء عدن من الميناء السابق في جدة على ميناء عدن والمنطقة المحيطة به:
-يتوقع أن يعزز نقل تفتيش السفن إلى ميناء عدن النشاط الاقتصادي في المنطقة. ستزيد حركة السفن والبضائع في الميناء، مما يؤدي إلى زيادة العمل والتجارة وفرص الاستثمار في المنطقة المحيطة.
-تحسين مكانة ميناء عدن باعتباره واحدًا من أهم وأعرق الموانئ في العالم، سيؤدي نقل تفتيش السفن إلى ميناء عدن إلى تحسين مكانته وسمعته العالمية. ستزيد الثقة في الميناء كوجهة رئيسية للتجارة البحرية والتجارة الدولية.
-زيادة القدرة التنافسية من خلال تحسين تسهيلات التفتيش وتسهيل حركة البضائع، سيكون لميناء عدن قدرة أكبر على المنافسة مع الموانئ الأخرى في المنطقة. قد يجذب ذلك شركات الشحن والتجارة لاستخدام ميناء عدن بدلاً من الموانئ الأخرى.
-تأثير إيجابي على الاقتصاد الوطني، إذا نجحت هذه الخطوة في تعزيز حركة البضائع وتحسين النشاط التجاري، فإنها يمكن أن تسهم في تعزيز الاقتصاد الوطني بشكل عام. ستزيد العمليات التجارية والتصدير والاستيراد وتدفق الاستثمارات في البلد.