أفصحت ميليشيا الحوثي الإيرانية عن تنامي حجم إيراداتها تحت ما يسمى “هيئة الزكاة”، وسط ترويج مستمر من قبل القيادات الحوثية ووسائل إعلامها لمشاريع عدة تنفذها الهيئة الحوثية بعيداً عن الفقراء والمساكين المستحقين لهذه الأموال.
ونشرت هيئة الزكاة الحوثية في أمانة العاصمة، تقريراً حول الأموال التي قامت بصرفها خلال العام الماضي، والتي وصلت إلى نحو 4 مليارات و608 ملايين و927 ألف ريال. وقالت الميليشيات الحوثية إنها قامت بصرف هذه الأموال عبر مشاريع متنوعة جرى تنفيذها لصالح المستحقين.
مصادر عاملة في إدارة الواجبات الزكوية الرسمية في صنعاء، أكدوا أن “هيئة الزكاة” الحوثية أصبحت تستحوذ على الأموال والإيرادات الزكوية وتمنع توريد أي أموال لصالح خزينة الدولة. وتقوم هذه الهيئة التي تمتلك حسابات مصرفية منفصلة ومعزولة عن الرقابة والمحاسبة بصرف الأموال وتبديدها تحت مسمى تنفيذ مشاريع للمستحقين، وهي مشاريع لا تتناسب إطلاقاً مع حجم المبالغ التي رصدت وتم الإعلان عنها أو حتى ترفع المعاناة عن الفقراء والمساكين والمستحقين الفعليين الذين تصرف لهم أموال الزكاة.
وأشارت المصادر إلى أن الهيئة الحوثية ادعت صرف مبلغ مليار و226 مليونا و369 ألف ريال، كمساعدات علاجية، ومساعدة غارمين، وزواج، ومساعدة للفقراء والمساكن وتسديد ديون معسرين. كما ادعت الميليشيات صرف مليارين و806 ملايين و540 ألف ريال، كمساعدة مالية قبيل عيد الفطر الماضي لإدخال السرور إلى قلوب المستحقين. إلى جانب الترويج لمشاريع أخرى بينها إقامة زواج جماعي، ودعم أفران خيرية، وتنفيذ مشروع استجابة وغيرها من المشاريع التي تستهدف بدرجة أساسية الموالين لهم بعيداً عن الأسر المستحقة والمحتاجة والفقيرة.
وترى المصادر اليمنية في صنعاء أن “هيئة الزكاة” الحوثية، أصبحت من الأدوات الرئيسية لسرقة المزيد من أموال اليمنيين، حيث تقوم الميليشيات بتشكيل لجان ميدانية عبر هذه الهيئة للنزول للتجار والمواطنين وأصحاب الشركات والمؤسسات الخاصة لجمع الجبايات تحت ذريعة “دفع الزكاة”. وتشرف قيادات بارزة في الميليشيات على إدارة شؤون هذه الهيئة غير الشرعية والمتهمة بشكل مباشر وغير مباشر في نهب منظم للأموال التي تم جمعها بعيدا عن المحاسبة والرقابة.
ما روجت له الميليشيات الحوثي من إنفاق كبير تحت مسمى مشاريع الزكاة، أثارت حفيظة الموظفين المحرومين للعام التاسع على التوالي من مرتباتهم الشهرية. حيث تواصل الميليشيات الحوثية الادعاء بعدم وجود إيرادات أو موارد مالية في حين أن “فرعا واحدا من هيئة الزكاة في أمانة العاصمة يقوم بصرف أكثر من 4 مليارات ريال يمني. وسبق أن اعترفت الميليشيات بفترات سابقة بأنها تسخّر معظم ما تجمعه من التجار والمواطنين والمزارعين لصالح أسر قتلاها وجرحاها في عدة جبهات قتالية.
ويعيش الموظفون في مناطق سيطرة الحوثيين أوضاعا معيشية واقتصادية صعبة تصل إلى حد المجاعة، في وقت تواصل فيه الميليشيات الحوثية بجمع الإيرادات الحكومية وتسخيرها لمصالحها بعيداً عن رفع معاناة الأسر المحتاجة والفقيرة التي تواجه صعوبة في توفير الغذاء والدواء.