أعلنت محافظة المهرة، شرق البلاد، حالة الطوارئ، بالتزامن مع استعدادات محلية واسعة تحسباً للمنخفض الجوي المتوقع أن تتأثر به المحافظة خلال الأيام القادمة، وذلك بالتزامن مع انغمار شوارع مدينة تريم القديمة في محافظة حضرموت بالمياه جراء الأمطار الغزيرة التي هطلت بفعل المنخفض.
وفي التفاصيل، ناقشت لجنة الطوارئ في اجتماعها الأربعاء، برئاسة محافظ المحافظة، محمد علي ياسر الترتيبات والتجهيزات المتخذة من قبل لجنة الطوارئ والجهات المعنية خلال الأيام الماضية والأخرى الجاري اتخاذها في مركز المحافظة والمديريات استعداداً للمنخفض.
وتطرق الاجتماع إلى وضع المستشفيات ومراكز الإيواء وإمدادها بالخدمات وتنظيف مجاري السيول.
وشدد على ضرورة تنبيه السكان القاطنين بالمناطق المنخفضة وإخلائها حفاظا على سلامتهم.
ووجه المحافظ باتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية وإجراء التدخلات العاجلة تحسبا للمنخفض الجوي والعمل لتهيئة المستشفيات والمراكز الصحية وفرق طبية متنقلة أثناء هطول الأمطار، كما وجه الأجهزة الأمنية والعسكرية برفع حالة الجاهزية وتجهيز المعدات الثقيلة للمشاركة في عمليات الإنقاذ تحسبا لأي طارئ.
وكانت السلطة المحلية ولجنة الطوارئ قد وجهت بتعليق الدراسة إلى الأسبوع المقبل، ومنع الإبحار كإجراء وقائي حفاظا على سلامة الطلاب والصيادين، كما نبهت المواطنين القاطنين في بطون الأودية بالابتعاد عن الأماكن المنخفضة ومجاري السيول وغيرها من الإجراءات والتدابير.
وفي تريم حضرموت، غمرت مياه الأمطار الغزيرة الشوارع وتسببت بانقطاع الطريق التي يربطها بمدينة سيئون بالقرب من مخرج ثبي مما أدى إلى تعطل حركة المرور وإعاقة الانتقال بين المدينتين.
وكانت لجنة طوارئ حضرموت شرعت بتنفيذ تدخلات عاجلة تحسبًا للمنخض الجوي، بفتح ممرات السيول وإزالة أشجار السيسبان والمعدات وسيارات الخردة والأتربة عن مواقع ممرات السيول وتصفية العبّارات من بقايا الأتربة.
كما تقوم اللجنة برفع السيارات عن الشوارع المهددة بتدفق السيول، وتم تعليق الإبحار للصيادين والعباري ابتداءً من الأربعاء، في إجراءات وقائية حفاظًا على الأرواح والممتلكات العامة والخاصة.
وفي إطار المتابعة الحكومية، أجرى رئيس الحكومة الدكتور أحمد عوض بن مبارك، اتصالات مع محافظ المهرة محمد علي ياسر، ووكيل محافظة حضرموت لشؤون الوادي والصحراء عامر العامري، للاطلاع على مدى استعداد السلطات المحلية وغرف الطوارئ للتعامل مع التداعيات المحتملة للمنخفض.
واستمع بن مبارك منهم إلى شرح حول تطورات المنخفض الجوي والتوقعات على ضوء تقارير الأرصاد الجوية، والاستعدادات القائمة للتعامل مع كل الاحتمالات والإجراءات التي تم اتخاذها، بما في ذلك تعليق الدراسة في المهرة، ومنع الصيادين من الدخول إلى البحر، وتشكيل لجان طوارئ فرعية في مديريات الوادي والصحراء.
وشدد رئيس الحكومة على أهمية تكثيف الجهود لتجاوز تداعيات المنخفض الجوي المحتملة والتركيز في المقام الأول على حماية المواطنين، وتحذيرهم بالابتعاد عن الأودية ومجاري السيول، واتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر.. منوها بالإجراءات الاستباقية المتخذة وضرورة الإسناد المجتمعي لهذه الجهود.
وفي وقت سابق، أطلق مركز الإنذار المبكر من الكوارث والمخاطر المناخية المتعددة في محافظة حضرموت, تحذيرات من تقلبات جوية خلال الأيام القادمة.
وأشار المركز إلى أن ذروة التأثيرات ستبدأ خلال فترات ظهيرة ومساء الأربعاء وحتى مساء الخميس، وتمتد حتى مطلع الأسبوع القادم من ظهيرة ومساء السبت إلى مساء الأحد، لافتاً إلى أن تشكيلات من السحب الركامية الرعدية تشكلت على أجزاء من وادي وصحارى وهضاب حضرموت الداخلية والمرتفعات الجبلية الساحلية والأرياف المحيطة، وستتأثر بهطول أمطار رعدية متفاوتة الغزارة مع تدفق السيول المحلية على بعض الشعاب والأودية وفروعها.
ودعا المواطنين إلى أخذ الحيطة والحذر أثناء هطول الأمطار وعدم المجازفة في عبور الأودية والمنحدرات الجبلية حال جريانها ورفع المركبات عن بطونها وفروعها، واتباع إرشادات السلامة من مخاطر العواصف الرعدية والرياح الهابطة المصاحبة.