نبض الشارع الشبواني – متابعة
الأحــد، الموافق 12 مايو 2024
استنكرت الإمارات تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد أن قال إنها من الممكن أن تشارك في مساعدة حكومة مستقبلية في قطاع غزة بعد الحرب، في موقف واضح يؤكد أن الإمارات لن تقبل بأي شكل من الأشكال أن توفر غطاء للاحتلال أو الجريمة التي تُرتكب بحق المدنيين الفلسطينيين.
ويتضمن الموقف الإماراتي القوي إشارة واضحة إلى أن الاتفاق الإبراهيمي الذي تم توقيعه بين إسرائيل ودول عربية، بينها الإمارات، هو اتفاق سلام يؤسس للاستقرار في المنطقة والحوار بين دولها، ولا يمكن أن يكون غطاء لمواصلة الحرب، أو الإيحاء لإسرائيل بأن دول الاتفاق الإبراهيمي تدعم ما تفعله في غزة.
وانتقد وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان بشدة نتنياهو في منشور على موقع إكس، وقال إن أبوظبي تستنكر تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي.
وأضاف “تشدد دولة الإمارات بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي لا يتمتع بأي صفة شرعية تخوله باتخاذ هذه الخطوة، كما ترفض الدولة الانجرار خلف أي مخطط يرمي إلى توفير الغطاء للوجود الإسرائيلي في قطاع غزة”.
وقطع الموقف الإماراتي الطريق أمام الأوهام التي تحرك إسرائيل بشأن وجودها في المنطقة، ومنها أن الإمارات، ودول الخليج عموما، تستعين بها لمواجهة التهديدات الإيرانية، وهذه الفرضية قد انتهت عندما ساعد الغرب إسرائيل نفسها على مواجهة الهجمات الإيرانية. وأولى بإسرائيل أن تحمي نفسها بدل أن تفكر في حماية الآخرين إن طلبوا منها ذلك.
يضاف إلى ذلك أن دول الخليج غيرت تعاملها مع إيران، وباتت تشجعها على التأسيس لحوار دائم يحل الخلافات ويوسع دائرة التعاون، ولا تحتاج إلى جهة أجنبية بما في ذلك إسرائيل للدخول كطرف بين دول تجمع بينها الجغرافيا والتاريخ والثقافة.
ومن بين الأوهام التي تسيطر على حكومة نتنياهو الاعتقاد في أن لا معاهدات مع الولايات المتحدة لضمان أمن المنطقة من دون إسرائيل، وهذا أيضا افتراض لا معنى له لاعتبارات منها أن دول الخليج لا تقبل أسلوب الفرض من أي جهة بما في ذلك الولايات المتحدة.
وصار الأميركيون مقتنعين بأن المعاهدات الدفاعية مع الخليج هي حاجة أميركية بالدرجة الأولى لأن الخليجيين لديهم بدائل، وإن كانوا لا يمانعون في بناء علاقات تعاون وتكامل مع واشنطن على قاعدة الندية وتبادل المصالح، ما يجعل من الصعب فرض إسرائيل في المنظومة الدفاعية.
ومن الواضح أن إسرائيل لم تفهم أن دولة الإمارات حين قبلت بالاتفاق الإبراهيمي كان هدفها المساعدة على بناء سلام حقيقي ودائم في المنطقة، والتأسيس لمنظومة اقتصادية وتجارية إقليمية يستفيد منها الجميع على قدم المساواة بما في ذلك إسرائيل، ولا حظوة فيها ولا امتياز لأي جهة.
واستنادا إلى هذه المقاربة لن تقبل الإمارات بأن يتم توظيف الاتفاق الإبراهيمي في تحقيق أهداف مناقضة له، ومنها تحصيل غطاء إقليمي لحرب تجاوزت الخطوط الحمراء من خلال استهداف المدنيين وخلق مأساة إنسانية كبرى. كما أنها لن تقبل بالمشاركة في إضفاء الشرعية على هذه الحرب.
وقال نتنياهو في مقابلة إن “الإمارات والسعودية ودولا أخرى من الممكن أن تساعد حكومة مدنية مع سكان قطاع غزة بعد الحرب”.
وكثيرا ما انتقدت الإمارات إسرائيل بسبب الحرب وارتفاع عدد القتلى المدنيين، ومؤخرا عارضت اجتياح رفح.
وشدد رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على “ضرورة فتح ممرات إنسانية عاجلة ومباشرة برا وبحرا وجوا لنقل المساعدات الإغاثية إلى غزة دون عوائق”.
وأدانت الإمارات بشدة اقتحام القوات الإسرائيلية وسيطرتها على معبر رفح الحدودي جنوب قطاع غزة، محذرة من عواقب التصعيد العسكري الذي يهدد بوقوع المزيد من الضحايا الأبرياء، وباستفحال المأساة الإنسانية التي يشهدها القطاع.
وشددت على ضرورة عدم تعريض تدفق المساعدات الإنسانية لأية مخاطر أو عوائق تحد من وصول المساعدات المنقذة للحياة إلى السكان في قطاع غزة.
وأكدت وزارة الخارجية، في بيان الأربعاء، إدانة الإمارات الشديدة لأي ترحيل قسري للشعب الفلسطيني، ولأية ممارسات مخالفة لقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي والإنساني.
وفي مارس الماضي وجهت الإمارات أقوى عقوبة معنوية لإسرائيل بعد تعليقها عرض الاستحواذ على حصة في شركة الغاز الإسرائيلية، بسبب إصرارها على الاستمرار في حرب غزة مهددة استقرار المنطقة ومصالح دولها.
وترسل الخطوة الإماراتية رسالة تنبيه إلى تل أبيب يفيد مضمونها بأن الاتفاقية الإبراهيمية ليست شيكا على بياض، وأن العالم، وليس فقط الشرق الأوسط، ليس بمقدوره احتمال هزات مبالغ فيها، وأن على إسرائيل أن تنصت لما يقوله الآخرون لا أن تندفع بعمى الانتقام، الذي ستدفع المنطقة كلها ثمنه من استقرارها.
ومنذ الأيام الأولى للحرب أرسلت الإمارات إلى غزة شحنات مختلفة من المساعدات وبشكل متواتر وضغطت من أجل دخولها.
وأفادت شبكة “آي 24 نيوز” الإسرائيلية، نقلا عن مصادر لم تكشف عنها، بأن الإمارات حذرت رئيس الوزراء الإسرائيلي تحذيرا شديد اللهجة من مغبة منْع دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وذكرت مصادر الشبكة أن “ثقة الإمارات بحكومة نتنياهو تراجعت” من جراء الإغلاق المتكرر للطرق والمعابر أمام إيصال المساعدات الإنسانية.
——————————————————
للانضمام لمجموعة نبض الشارع الشبواني على الواتس آب أضغط هنا👇
مجموعة نبض الشارع الشبواني على الـ Whatsapp
——————————————————
– لمتابعة صفحة نبض الشارع الشبواني على منصة X “تويتر سابقاً” أضغط هنا👇
صفحة نبض الشارع الشبواني على الــ X-Twitter
——————————————————
لمتابعة صفحة نبض الشارع الشبواني على الفيس بوك أضغط هنا👇
صفحة نبض الشارع الشبواني على الــ Facebook
——————————————————
«صفحة إخبارية تنشر الحقيقة كما هي، بمهنية إعلامية وطرح إخباري هادف»