أفادت مصادر مطلعة بأن مليشيا الحوثي فرضت قيوداً جديدة على وسائل الإعلام غير الموالية لها في مناطق سيطرتها، وأن هذه القيود تتضمن الحصول على تراخيص، ودفع أموال، وتقديم معلومات عن مصادر الدخل والتمويل وعن العاملين في تلك الوسائل، ضمن سعي الجماعة لإحكام قبضتها على ما تبقى من أصوات إعلامية في مناطق سيطرتها.
وذكرت صحيفة الشرق الأوسط السعودية عن مصادرها في صنعاء، أن قادة المليشيا الحوثية المتحكمين بقطاع الإعلام ألزموا إدارة وسائل الإعلام المختلفة التي لم يَطُلْهَا في أوقات سابقة الإغلاق والمصادرة والحظر، بسرعة الحضور إلى مقر وزارة الإعلام في الحكومة الحوثية خلال 45 يوماً، للحصول على تراخيص مزاولة المهنة.
وكشفت المصادر عن فرض المليشيا الحوثية على كل تصريح تمنحه لوسيلة إعلامية في مناطق سيطرتها مبالغ مالية متفاوتة تحت مسمى «رسوم» تذهب إلى جيوب قيادات المليشيا.
واشترطت السلطات الإعلامية الحوثية عدم منح الترخيص لأي وسيلة إعلامية إلا بعد قيام مُلّاكها والقائمين عليها بتقديم قوائم تحوي معلومات تفصيلية عن كل وسيلة، وعن حجم ومصادر دخلها، بالإضافة إلى معلومات عن العاملين فيها، تتضمن إلى جانب أسمائهم ومؤهلاتهم وأرقام هواتفهم، تفاصيل عن مناطق ولادتهم، وتفاصيل المساكن التي يعيشون فيها، وعن سياراتهم ومقتنياتهم.
وقالت المصادر: إن المليشيا الحوثية بررت هذه الإجراءات الغريبة بأنها من أجل توحيد ما سمته الخطاب الإعلامي والسياسي، وتوعدت، وفق المصادر، بشن حملة واسعة عقب انتهاء المدة المحددة لإغلاق ومصادرة وحظر جميع الوسائل الإعلامية غير الملتزمة بالتعليمات، بما في ذلك قنوات وصحف ومواقع مستقلة، وأخرى تابعة لأحزاب وتنظيمات سياسية سبق أن أعلنت تحالفها مع الحوثيين.
ونقلت الصحيفة عن إعلاميين ما زالوا مقيمين في صنعاء، أن قيادات في الجماعة، يتصدرهم ضيف الله الشامي المعيَّن وزيراً للإعلام في الحكومة الحوثية، كانوا كثيراً ما يتحججون عبر تصريحاتهم وخطبهم بقيام وسائل إعلام تعمل في مناطق تحت سيطرة جماعتهم، بنشر ما سموها أخباراً وتقارير ومعلومات تتعارض مع السياسات والتوجهات المفروضة من قِبل الجماعة. لكن تلك المزاعم الحوثية عارية عن الصحة، بحسب أحاديث الإعلاميين المستقلين.
ويأتي هذا التوجه الحوثي ضد وسائل الإعلام متوازياً مع معاناة مادية ومعيشية بالغة السوء يكابدها من تبقى من الصحافيين اليمنيين بمناطق سيطرة الجماعة، بسبب استمرار سياسات التجويع.
ومنذ اجتياح الجماعة بقوة السلاح، صنعاء ومدناً أخرى، دفع الصحافيون ووسائل الإعلام المختلفة أبشع الأثمان، حيث تعرض المئات لجرائم الاعتداء والقتل والتهديد والمطاردة والتضييق والاختطاف والتعذيب والنهب والمنع والإقصاء والمحاكمة الجائرة.
وفي وقت سابق من شهر مايو الجاري تعرض أمين عام نقابة الصحفيين اليمنيين محمد شبيطة لمحاولة اغتيال من قبل مسلح اعترض سيارته بالقرب من وزارة الإعلام التي يديرها ضيف الله الشامي بصنعاء، ولم يتم القبض على الجاني حتى الآن.
واعتاد زعيم المليشيا عبدالملك الحوثي التحدث في كل خطاباته عن دور الإعلام وتخوين الصحفيين والإعلاميين الذين لا ينشطون في إطار توجه جماعته وضد خصومها، كما يقوم بالتحريض على هؤلاء الإعلاميين صراحة في خطاباته.