كشف تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن، جزءا بسيطا من الانتهاكات والجرائم البشعة التي ترتكبها ميليشيا الحوثي- ذراع إيران في اليمن، بحق المهاجرين غير الشرعيين القادمين من القرن الإفريقي.
في التقرير الأخير، كشف المكتب الأممي عن قيام ميليشيا الحوثي في صنعاء وصعدة بترحيل آلاف المهاجرين الأفارقة الذين وصلوا إلى مناطقهم في رحلة الطريق صوب أراضي دول الخليج للبحث عن العمل وتحسين ظروفهم. حيث جرى ترحيلهم نحو مدينة عدن ومناطق أخرى واقعة تحت سيطرة الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً.
المكتب الأممي في اليمن وجه اتهامات لميليشيا الحوثي بتعريض اللاجئين الأفارقة لشتى صنوف الانتهاكات قبل إجبارهم على الرحيل القسري. موضحا أن محافظة عدن شهدت في الفترة الأخيرة زيادة في عدد المهاجرين الأفارقة الذين تم ترحيلهم بالقوة من مناطق الشمال، ويتواجد فيها حوالي 5 آلاف مهاجر تقطعت بهم السبل.
وكشف التقرير عن زيادة عدد المهاجرين الأفارقة العالقين في اليمن مؤخراً، حيث يتواجد حوالي 14,500 مهاجر في ثلاث محافظات ضمن نفوذ الحكومة، منهم 5 آلاف في عدن، و4,500 في مأرب، ومثلهم في شبوة، وهؤلاء بحاجة إلى المساعدات الإنسانية، وينتظرون رحلات عودة آمنة إلى بلدانهم.
وكشف تقرير نشرته جريدة الشرق الأوسط عن قيام ميليشيا الحوثي خلال الفترة الماضية بحملات ميدانية مكثفة لترحيل المهاجرين الأفارقة من مناطق سيطرتها إلى مناطق الحكومة، عقب المحرقة التي شهدها أحد مراكز الاحتجاز في صنعاء، وأدت إلى وفاة العشرات وإصابة المئات.
وتقول مصادر حكومية يمنية، إن الحوثيين يخيرون المهاجرين بين الانخراط في صفوفهم للقتال أو ترحيلهم قسراً إلى مناطق سيطرة الحكومة، حيث يتم وضعهم في شاحنات لنقل الحيوانات ويلقى بهم في أطراف المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة في أوضاع إنسانية بائسة.
وأكدت المنظمة الدولية للهجرة أن الطريق من شرق القرن الإفريقي إلى اليمن هو أحد أكثر طرق الهجرة المختلطة ازدحاماً وخطورة في العالم، إذ يرتاده مئات الآلاف من المهاجرين، الذين يقوم معظمهم برحلات غير نظامية. وكثيراً ما يعتمد المهاجرون على المهربين في الرحلة، وغالباً ما يتعرضون لخطر متزايد، بما في ذلك الاتجار بالبشر، أثناء رحلة القارب المحفوفة بالمخاطر إلى شواطئ اليمن.
وقالت المنظمة الدولية إنه منذ بداية العام الحالي، سجل مشروع المهاجرين المفقودين 1,860 حالة وفاة واختفاء بين المهاجرين على طول هذا الطريق، بما في ذلك 480 شخصاً بسبب الغرق.
وخلال النصف الأول من العام الحالي، لاحظت مصفوفة تتبع النزوح وصول أكثر من 10,300 مهاجر إلى اليمن، وهو انخفاض بنسبة 87 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023.