ذكرت صحيفة الأخبار اللبنانية، أن وفدا من المخابرات المصرية سيصل إلى إسرائيل اليوم الخميس لتقديم “مقترح متكامل” أعدّته القاهرة حول وقف الحرب في قطاع غزة، بعد اتفاق وقف إطلاق النار بين الدولة العبرية وحزب الله.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مصرية قولها إن المقترح المصري يحمل اختلافات طفيفة عن تفاصيل الصفقة التي أُبرمت في لبنان، من بينها أن يكون وقف إطلاق النار “مؤقتا” لبلورة تفاصيل “اليوم التالي”.
وبحسب التقرير، فإن المقترح المصري يحمل عدة بنود، أبرزها أن تراوح التهدئة بين شهر وشهرين، بالتوازي مع الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين تدريجياً، مع إعطاء أولوية لكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، وأن يتزامن ذلك مع “مناقشات أوسع وأطول زمناً ومن دون ضغوط عسكرية في الميدان”.
وسيطلب المسؤولون المصريون منح مهلة لعدة أيام لحركة حماس بعد بدء التهدئة، من أجل تقديم كشف تفصيلي بما لديها من أسرى أحياء، لبحث آلية استبدالهم من خلال مفاوضات مكثّفة تنعقد بمشاركة أميركية. وفقا للمصادر.
كما يتضمن المقترح إعادة معبر رفح إلى العمل بشكل سريع، وفقاً لآلية تضمن إشراف سلطة رام الله عليه، ومتابعة أوروبية لتشغيله، فيما تمنح إسرائيل “الحق” في الاعتراض على أسماء العابرين إلى الجانب المصري، مع ضمانات مصرية بتحقيق “التزام” فلسطيني بعدم السماح لحماس بالسيطرة على المعبر أو قطاع غزة خلال الفترة المقبلة.
ويتضمن المقترح أيضا، تكثيف وتيرة إدخال المساعدات إلى داخل القطاع، خلال فترة وقف إطلاق النار، بما يشمل المساعدات الطبية، وتسهيل عمل المنظمات الإغاثية التي ستعمل على توفير ظروف إنسانية للفلسطينيين، وإدخال أدوية إلى الأسرى الإسرائيليين المرضى.
ولوحظ وفق المقترح، أن إسرائيل ستحتفظ بنقاط تمركزها العسكرية الحالية، سواء في شمال أو جنوب القطاع، مع عدم تنفيذ أي عمليات عسكرية وتجنب الاشتباك، بما يسمح بإعادة تمركز القوات لتكون موجودة في نقاط محددة فقط.
وبحسب التقرير فإن إعلان القاهرة للزيارة، يُعد أمرا نادر الحدوث منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، إذ تعتبر المصادر التي تحدثت للصحيفة أن هذا الإعلان يشكّل “دليلاً” على التفاؤل بقرب التوصل إلى الاتفاق العتيد، في ظل الدعم الأميركي الذي تلقاه التحركات المصرية المنسَّقة مع قطر وتركيا، من قِبل إدارتي الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس المنتخب دونالد ترامب.
ودخلت تركيا على خط الوساطة بشكل غير مباشر، من خلال الاتصالات الجارية مع عدد من قادة حماس، ولا سيما الذين انتقلوا من الدوحة إلى إسطنبول خلال الأسابيع الماضية.
وقال الرئيس التركي أردوغان، إن بلاده مستعدة للمساعدة بأي شكل من الأشكال للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة، وأعرب عن ارتياحه لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في لبنان. وقال أردوغان لأعضاء حزبه “نحن مستعدون لفعل أي شيء حتى تنتهي المذبحة في غزة ونتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار”.
وقال مصدر تركي لرويترز إن وقف إطلاق النار في لبنان دون وقف إطلاق النار في غزة لا يكفي لتحقيق الاستقرار الإقليمي، مضيفا أن أنقرة مستعدة للمساعدة في التوصل إلى اتفاق في غزة، تماما كما دعمت الجهود السابقة.
وأكد مصدر قيادي في حماس الأربعاء أن الحركة أبلغت “الوسطاء في مصر وقطر وتركيا أنها جاهزة لاتفاق وقف إطلاق النار وصفقة جادة لتبادل الأسرى، إذا التزم الاحتلال، لكن الاحتلال يعطل ويتهرب من الوصول لاتفاق ويواصل حرب الإبادة.”
وقال القيادي، الذي طلب عدم كشف اسمه، لوكالة الصحافة الفرنسية إن وقف إطلاق النار في لبنان “انتصار وإنجاز كبير للمقاومة”.
وأضاف المصدر القيادي “نحن في حماس سعداء لاتفاق وقف العدوان وحرب الإبادة في لبنان لأن حزب الله دائما وقف إلى جانب شعبنا وفلسطين والمقاومة وقدّم تضحيات كبيرة.”
وقالت حركة حماس، في وقت سابق الأربعاء، إنها ملتزمة بالتعاون مع أي جهود لوقف إطلاق النار في قطاع غزة حيث تخوض قتالاً مع القوات الإسرائيلية منذ أكثر من عام.
وأضافت حماس في بيان صدر بعد موافقة إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية على وقف إطلاق النار في لبنان “نعرب عن التزامنا بالتعاون مع أي جهود لوقف إطلاق النار في غزة، ومعنيون بوقف العدوان على شعبنا، ضمن محددات وقف العدوان على غزة التي توافقنا عليها وطنياً؛ وهي وقف إطلاق النار، وانسحاب قوات الاحتلال، وعودة النازحين، وإنجاز صفقة تبادل للأسرى حقيقية وكاملة”.
وتابعت “ندعو الدول العربية والإسلامية الشقيقة وقوى العالم الحر إلى حراك جاد وضاغط على واشنطن والاحتلال الصهيوني لوقف عدوانه الوحشي على شعبنا الفلسطيني، وإنهاء حرب الإبادة المتواصلة في قطاع غزة”.
وقبل زيارة الوفد الأمني المصري المرتقبة، أعلن الجيش الإسرائيلي أن قواته أحبطت عملية تهريب أسلحة من الأراضي المصرية إلى إسرائيل بواسطة طائرة مسيرة، في عملية هي الرابعة من نوعها التي يعلن عنها سبتمبر الماضي.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان الأربعاء إن قواته رصدت، طائرة مسيّرة اخترقت الأجواء الإسرائيلية قادمة من الأراضي المصرية، في محاولة لتهريب أسلحة.
وأضاف البيان أن عناصر من كتيبة “كاراكال” تمكنوا من إسقاط الطائرة المسيرة والعثور على أربع بنادق وخمس خزانات ذخيرة ومئات الطلقات النارية كانت محملة عليها.
وأكد الجيش الإسرائيلي أن الأسلحة التي تم ضبطها نُقلت إلى الجهات الأمنية المختصة لمتابعة التحقيقات.
وكانت إسرائيل قد قالت إنها أسقطت أيضا في واقعتين منفصلتين في أكتوبر طائرتين مسيرتين كانتا تهربان أسلحة من الأراضي المصرية.
وعند سؤال مصادر أمنية مصرية عن واقعة الطائرة المسيرة الأحدث، قالت إنها لا علم لها بمثل هذه الواقعة.
وفي سبتمبر الماضي، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن كميات كبيرة من الأسلحة والمعدات تسللت إلى غزة عبر الحدود بين غزة ومصر.
من جانبها نفت مصر في حينه مزاعم نتنياهو، معتبرة إياها “محاولة لعرقلة التوصل إلى وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى بغزة.
ويقول مسؤولون إسرائيليون منذ بدء الحرب في غزة إن حركة حماس تستخدم أنفاقا تمر تحت الحدود إلى سيناء المصرية لتهريب الأسلحة. غير أن مصر تقول إنها دمرت شبكات الأنفاق المؤدية إلى غزة قبل سنوات وأنشأت منطقة عازلة وتحصينات حدودية تمنع التهريب.
وكان نتنياهو قد زعم مرارا أن مصر لم تنجح في منع تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة عبر المحور، مضيفاً أنه منذ خروج الجيش الإسرائيلي من غزة عام 2005، أصبح محور فيلادلفيا مجالا لتهريب الأسلحة المقدمة من إيران.
غير أن مصر تقول إنها دمرت شبكات الأنفاق المؤدية إلى غزة قبل سنوات وأنشأت منطقة عازلة وتحصينات حدودية تمنع التهريب.
ومنذ بداية العملية البرّية الإسرائيلية في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة في السابع من مايو الماضي، ركّز الجيش الإسرائيلي على السيطرة على محور صلاح الدين (فيلادلفيا) الفاصل بين قطاع غزة ومصر، وهو الذي زعم تزعم منذ سنوات طويلة أنه يمثل شريان الإمداد للأذرع العسكرية للمقاومة الفلسطينية، من خلال تهريب السلاح والمواد المتفجرة وما يلزم لعمليات التطوير.