وجّهت القوات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي رسالة طمأنة إلى سكان الجنوب والشركاء الإقليميين والدوليين بشأن قدرتها على ضبط تحركّات تنظيم القاعدة في مناطق نفوذ المجلس والحدّ من خطورته، نافية قدرة التنظيم على العودة إلى تلك المناطق والسيطرة عليها بعد أن طُرد منها بجهد أساسي من تلك القوات.
وجاء ذلك تعليقا على ما تمّ تسجيله في الفترة الأخيرة من تكثيف التنظيم لعملياته وتركيزها في مناطق نفوذ المجلس الذي يبدو أنّ التنظيم بات يعتبره عدّوه الأول في ظل تشكيك بعد الدوائر السياسية والأمنية في حقيقة موقف قوى أخرى من بينها جماعة الحوثي وفرع جماعة الإخوان المسلمين في اليمن من القاعدة وطرح الدوائر ذاتها لفرضية تعاون تلك القوى مع التنظيم واستخدامها له في مقارعة عدوّها المشترك الانتقالي الجنوبي.
◄ التنظيم تمكن سنة 2015 من السيطرة على مدينة المكلا وعلى مدينة زنجبار ومدينة جعار القريبة منها لكنه تلقى سلسلة من الهزائم على يد النخب العسكرية الجنوبية والأحزمة الأمنية
وقال المقدم محمد النقيب المتحدث الرسمي للقوات المسلحة الجنوبية إن تنظيم القاعدة لم يستطع الصمود والحفاظ على بقائه وتموضعه منذ المرحلة الأولى لعمليتي سهام الشرق وسهام الجنوب في محافظتي أبين وشبوة.
ويشير النقيب بالعمليتين إلى حملتين واسعتي النطاق كانت القوات الجنوبية قد بدأتهما ضدّ تنظيم القاعدة وأسفرتا عن استكمال تطهير المناطق من فلوله ومنعه من إعادة تنظيم صفوفه وبسط السيطرة مجدّدا على بعض تلك المناطق.
وتخلّى التنظيم منذ ذلك الحين عن فكرة بسط السيطرة واسعة النطاق ومحاولة تأسيس كيان له في شكل إمارة إسلامية، ولجأ مجدّدا إلى أسلوب شنّ الهجمات الخاطفة ونصب الكمائن وتنفيذ التفجيرات ضدّ نقاط تمركز قوات المجلس الانتقالي في محافظتي شبوة وأبين محدثا خسائر بشرية ومادية محدودة في صفوفها.
ونقلت وكالة سبوتنيك الروسية عن النقيب قوله “قواتنا المسلحة الجنوبية تمكنت من تدمير البنية التحتية للقاعدة ودك أوكاره والسيطرة على كل معسكراته، ومنها معسكر وادي عومران بمحافظة أبين ومعسكرات أخرى موازية من حيث الأهمية بمحافظة شبوة وقتل العشرات من عناصره وطرده من مسرح انتشاره والمناطق التي تم تصديره إليها من قبل النظام السابق وجرى تجذيره فيها منذ عقود لجعله أداة لتركيع شعب الجنوب وقمع إرادته وإسقاط صورة نمطية زائفة تلصق الإرهاب بالجنوب وشعبه وهويته.”
وأكّد متحدّث القوات الجنوبية “نستطيع القول إن ما يقوم به تنظيم القاعدة الإرهابي في الآونة الأخيرة من عمليات فردية بالعبوات الناسفة هو محاولة إثبات وجود، حيث يستخدم عناصره المتسللة عبر سلاسل جبلية تربط محافظتي أبين وشبوة الجنوبيتين بمحافظة البيضاء اليمنية، وتقوم تلك العناصر بتنفيذ كمائن تستهدف دوريات قواتنا المشاركة في عملية سهام الشرق، لاسيما في شرق مديرية مودية ثم تلوذ هذه العناصر بالفرار إلى أوكارها والمأوى البديل الذي وفرته الميليشيات الحوثية بمحافظة البيضاء.”
محمد النقيب: دمرنا البنية التحتية للقاعدة وعملياتها مجرد محاولة لإثبات الوجود
وأضاف قوله “قواتنا المسلحة الجنوبية في عملية سهام الشرق وسهام الجنوب استطاعت أن تشل قدرات التنظيم وتفقده القدرة على المناورة، الأمر الذي جعلنا نشهد عودة نشاط عناصر التنظيم بين الحين والآخر، ولو في حدود زرع العبوات الناسفة ونصب كمائن ثم الفرار.”
وأتاحت حالة عدم الاستقرار في اليمن موطئ قدم بالبلاد للجماعات المتطرفة وبينها تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي تعتبره واشنطن أخطر أذرع التنظيم الأمّ لكنّ وتيرة هجماته تراجعت كثيرا في السنوات الأخيرة، بفعل جهود التصدي له والتي شاركت فيها القوات الجنوبية بفاعلية كبيرة.
وعلى مدى السنوات التسع الماضية لعبت تلك القوات دورا محوريا في مواجهة التنظيم وطرده من المناطق التي احتلها، ثم ملاحقه فلوله ومنعها من إعادة تنظيم صفوفها وذلك من خلال عمليات أمنية واسعة النطاق كثيرا ما أسفرت عن قتل العديد من عناصر التنظيم ومصادرة أسلحة ومعدات تابعة لهم.
وكان التنظيم قد تمكن سنة 2015 من السيطرة على مدينة المكلا مركز محافظة حضرموت شرقي اليمن كما سيطر على مدينة زنجبار مركز محافظة أبين ومدينة جعار القريبة منها لكنه تلقى سلسلة من الهزائم على يد النخب العسكرية الجنوبية والأحزمة الأمنية.
لكن جهات سياسية وأمنية تقول إنّ خللا طرأ على جهود مقارعة القاعدة متمثّل في قيام حزب التجمّع اليمني للإصلاح الفرع اليمني لجماعة الإخوان المسلمين والمشارك في تشكيل الشرعية اليمنية في استيعاب الكثير من عناصر التنظيم ضمن قواته بهدف توظيف خبراتهم القتالية وأيضا تعبئتهم المسبقة ضد خصوم الحزب وعلى رأسهم الانتقالي الجنوبي.
وتقول ذات الجهات إنّ تنظيم القاعدة ينسّق أيضا هجماته على جنوب اليمن مع جماعة الحوثي المهتمة بزعزعة الاستقرار في تلك المناطق، ويحصل منها على أسلحة ومعدات لم يكن يمتلكها من قبل ومن بينها طائرات مسيرة صغيرة الحجم